انضم نواب البرلمان ونقابتا الصحفيين والمحامين وأحزاب العمل والتجمع والناصري وطلاب جامعة الإسكندرية إلى طابور الوقفات الاحتجاجية. والاحتجاجات الشعبية على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مصر وزاد من اشتعال الاحتجاجات، المجزرة الإسرائيلية في غزة التي خلفت أكثر من عشرين شهيدا وعشرات الجرحى، والتى اعتبرها المحتجون ترجمة حقيقية للضوء الأخضر الذي منحه بوش للإسرائيليين أثناء جولته بالمنطقة. ونظم نواب المعارضة والنواب المستقلون وقفة احتجاجية داخل مقر مجلس الشعب ضد الزيارة، معلنين رفض الشعب المصري لها و"لما تنطوي عليه من إهانة للعرب والمسلمين بعد تصريحات بوش الأخيرة التي أسقط فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وأقر فيها بيهودية إسرائيل". وانضم عدد كبير من المواطنين إلى الوقفة، وتظاهروا أمام مبنى البرلمان المواجه لمقر مجلس الوزراء، مرددين هتافات منددة بالرئيس الأميركي وبالقيادة المصرية "التي وافقت على استقبال هذا المجرم" بالتزامن مع "مجزرة حي الزيتونة في غزة". وعلى بعد خطوات من مقر البرلمان، نظمت أحزاب المعارضة تظاهرة بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة تنديدا بالزيارة وبالعدوان الإسرائيلي على غزة، وأكدوا فيها رفضهم "استقبال مصر لمجرم الحرب" وطالبوا الحكام العرب "بعدم الاشتراك مع الأميركيين في ذبح شعبي العراق وفلسطين". وفي نقابة الصحفيين، نظمت لجنة الحريات مؤتمر صحفيا ووقفة احتجاجية ضد زيارة بوش، وطالب مقرر اللجنة محمد عبد القدوس بعدم السماح له بدخول البلاد، ومحاكمته بصفته مجرم حرب على الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، ودعم إدارته الكامل لجرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين. أما نقابة المحامين، فنظمت وقفة احتجاجية أمام النقابة شارك بها العديد من ممثلي القوى الوطنية في مصر على رأسها حزب العمل ، وندد المشاركون فيها بالسياسات الأميركية في الشرق الوسط المنحازة لإسرائيل. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالرئيس الأميركي، وحملوه المسؤولية كاملة عن إراقة الدم العربي في العراق وفلسطين، وعن تدهور الوضع في الأراضي اللبنانية ومحاولة تخويف سوريا ولبنان، وحذروا من تأثير ذلك على استقرار وأمن المنطقة. الاحتجات تمتد للإسكندرية وفي الإسكندرية ، نظم عدد من المحامين وأعضاء النقابات المهنية المختلفة والأحزاب على مستوى المحافظة، وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة الحقانية بالمنشية وسط المدينة احتجاجا على الزيارة. وندد المشاركون فى التظاهرة بالسياسات الأميركية فى المنطقة، وحملوا لافتات تؤكد دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني ووقوفهم مع الشعب العراقي فى محنته، مطالبين بانسحاب القوات الأجنبية من العراق، وعبروا عن رفضهم سياسات واشنطن في أفغانستان وفلسطين والسودان، وإقامة دولة دينية يهودية على جثث الفلسطينيين. كما نظم طلاب جامعة الإسكندرية وقفة أمام "المجمع النظري" بالشاطبي، رفعوا فيها اللافتات التي تندد بالزيارة نتيجة السياسات الأميركية المزدوجة في المنطقة. ولم يتدخل الأمن المصري، على عكس عادته، لمحاصرة هذه الاحتجاجات أو التضييق على المشاركين بها، واكتفى بمراقبتها عن بعد. هذا الأمر فسره مراقبون بأنه تعبير عن "مباركة غير رسمية من قبل النظام المصري لهذه الاحتجاجات" على خلفية التوتر الملحوظ في العلاقات بين القاهرةوواشنطن بسبب ملفي الإصلاح وتهريب الأسلحة عبر سيناء إلى غزة، وهما الملفان اللذان تسببا في تعليق الكونجرس للمائة مليون دولار من المساعدات الأمريكية.