"ابننا بريء... ومستحيل أن يرتكب مثل هذه الجريمة غير الأخلاقية، وضابط لفق له القضية.. بعد مشاجرة بينهما، وجعله كبش فداء لشخصية أخرى.. ارتكبت تلك الجرائم... والخارجية المصرية خذلتنا. بهذه الكلمات الحزينة والغاضبة والواثقة، تحدثت ل صحيفة الرأي العام الكويتية أسرة الشاب المصري حجاج محمد السعدي الملقب ب "وحش حولي" في أول رد فعل من جانبهم عقب صدور حكم محكمة الجنايات في الكويت الثلاثاء الماضي بإعدامه شنقا بتهمة هتك عرض 18 طفلا كويتيا. والده محمد عادل السعدي قال : "ابني منذ عمله في الكويت لم تشبه شائبة بل كان معروفا بين أصدقائه وكل من تعامل معه بحسن الخلق" وأضاف: "إنه ربى أبناءه على القيم والأخلاق الحميدة وأنه لا يصدق أن يرتكب أحدهم مثل هذه الجريمة غير الأخلاقية وخصوصاً ابنه حجاج الذي عرف عنه حسن الأخلاق والسلوك والجميع يشهد له بذلك". وتساءل: إذا كان ابني بهذه الأخلاقيات فلماذا لم يظهر عليه ذلك عندما كان بيننا؟ ويصرخ قائلاً: "اسألوا أصدقاءه وأقاربه هنا واسألوا أيضاً أصدقاءه في الكويت الذين حزنوا عليه حزناً شديداً". وقال: "ابني لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة، وهو كبش فداء لشخصية مهمة ارتكبت تلك الجرائم وألصقوها بابني". والدة المتهم التي ظهرت عليها ملامح الأسى أعياها الهم والحزن عن الكلام سوى كلمات بسيطة عبرت من خلالها عن أمنيتها لرؤية ابنها ولو لمرة واحدة. ثم اختفت الأم عن أنظارنا وعلمنا من بناتها أنها اتجهت إلى مدينة الأقصر لجمع ما تستطيع من أموال من أقاربها لتسافر إلى القاهرة في محاولة منها لمقابلة كبار المسؤولين المصريين لتوصيل صوتها إليهم عبر بعض وسائل الإعلام المختلفة . وتساءلت الشقيقة الصغرى لحجاج "دينار" - والذي أسماها والدها بهذا الاسم تيمناً بالعملة المحلية لدولة الكويت -: أين دور السفارة المصرية في الكويت؟ ولماذا لم تقم بتوكيل محام مصري ليشترك في الدفاع عن أخي مع المحامي الكويتي بكري النعيمي. وتابعت متسائلة: لو كان أخي شخصية ذات قوة ونفوذ وشهرة، فهل كانت المعاملة معه ستكون بمثل هذه الصورة من التجاهل الكبير وعدم الاهتمام على الرغم من أن قضية أخي أصبحت قضية رأي عام؟ وذكر شقيق حجاج الأصغر علاء : أنا أخدم بلدي الذي تخلى عن أخي في أقسى محنة يمر بها الإنسان، وأهمله وضرب بمشاعرنا عرض الحائط. وأضاف: كم تمنيت أن أكون بدلا من أخي الذي يعتبر العائل الوحيد لأسرتي فهو الذي كان يتولى الإنفاق علينا.. وخاصة بعدما قمنا ببيع الأرض التي كانت مصدر رزقنا الوحيد لدفع أتعاب المحامي.. الذي أخذ أتعاباً قدرها 250 ألف جنيه مصري. وتساءلت الشقيقة الكبرى لحجاج عفاف : إذا كان أخي متهما باغتصاب 18 طفلاً.. فأين هؤلاء الأطفال وأين أهاليهم ؟ وهل تمت المواجهة بين هؤلاء الأطفال وبين أخي كي يتعرفوا عليه ؟ وتابعت: أخي ذكر في أحد البرامج الفضائية، أنه نشبت بينه وبين «ضابط كويتي» مشكلة قبل القبض عليه بأيام أثناء التدريب في صالة رياضية. وأضافت: المشاجرة بينهما تطورت إلى الضرب، حتى توعد الضابط بعدها أخي بالعقاب الشديد قائلا له: "لن أدعك تشرب من مياه هذه البلاد مرة أخرى". وتساءلت: لماذا لا تكون هذه التهمة ملفقة له من جانب هذا الضابط الكويتي تنفيذاً لتهديده ووعيده؟ وتابعت: فمن سيدافع عن حق أخي ؟ وهل مطلوب منا أن نستسلم لهذا الواقع المرير دون التأكد من الحقيقة ؟ وذكرت خطيبة المتهم وابنة خالته منى أنها لم ولن تصدق أن «حجاج» من الممكن أن يرتكب مثل هذه الأفعال المشينة.. لأن أخلاقياته وسلوكه وقيمه ومبادئه التي تربى عليها لا تدل على أي شيء من هذا القبيل. وقالت: حتى لو حكم عليه بالإعدام ونفذ فيه بالفعل لا قدر الله فلن أصدق ولن أرتبط بأحد غيره وسيظل يعيش في داخلي. وأضافت: أنا واثقة من براءته، وسيأتي اليوم إن شاء الله الذي ستظهر فيه الحقيقة وسأظل أنتظر هذا اليوم حتى لو طالت مدته. أحد جيران المتهم مينا جاب الله ويعمل ترزي ملابس.. قال وقد ترقرقت الدموع في عينيه: "أنا لا أصدق أن صديقي حجاج يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة غير الأخلاقية". وأضاف: "أنا عاشرته وكان من أعز أصدقائي، فكان نعم الصديق والأخ وكان متدينا جدا ومواظبا على صلاته في المسجد منذ الصغر وخجولا جدا ولا أذكر أنه أساء إلى أحدٍ في يومٍ من الأيام فهو معروف بين أصدقائه بحجاج الخلوق".