يبدو أن الترامادول هو كلمة السرّ الغائبة التي كنا نبحث عنها للوقوف على سر القوة والطاقة التي تمكن بعض جزارين العيد، من مواصلة العمل وذبح الأضاحي على مدى أيام العيد بقدرة فائقة.وقد لوحظ صباح اليوم تناول العديد من الجزارين لأقراص الترامادول قبل البدء في نحر الأضاحي، واستحوذ الحدث على مساحة كبيرة من من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر.وفي تقصي للأثر الطبي لهذه الأقراص أكد الدكتور صبحي أيوب مشرقي، استشاري الجهاز الهضمي والكبد، أن تعاطي الجزارين صباح يوم العيد لأقراص الترامادول، قبل الشروع مباشرةً في ذبح الأضاحي لم يأتِ من فراغ، موضحاً أن هذا المخدر من شأنه أن يجعل متعاطيه متيقظاً ونشيطاً ويبدد الآلام حتى وإن كان مستيقظاً على مدار يومين أو ثلاثة قبل تناوله للقرص.وقال أيوب إن الجزارين يحرصون على تناول الترامادول في هذا الموسم، مؤكدًا احتلالهم المركز الثاني بعد السائقين في تناول العقار، لافتاً إلى أن تناول هذه المادة المخدرة تدمر الأعصاب على المدى الطويل.بينما كشف الدكتور محيي قدري المصري، أستاذ باطنة وتسمم وإدمان، عن القدرة والطاقة الفائقة اللتين يمنحهما قرص الترامادول لجزار العيد وكيف أنه يرفع طاقته في الذبح من ذبيحتين أو ثلاث ذبائح في الظروف العادية إلى 10 ذبائح في اليوم إذا ما تناول قرص الترامادول.في البداية أوضح المصري أن الجزار الذي يتناول الترامادول يوم العيد قبل نحره للأضحية يستحيل أن يكون مستجداً في تعاطيه، حيث إن الذي يتناول هذا القرص لأول مرة قد يذهب عنه الألم، ولكنه لن يكون بنفس نشاط الشخص الذي يتعاطاه منذ فترة ولن يكون بحالة جيدة جداً، وبالتالي لن يؤثر كثيراً في طاقته على الذبح بل إنها ستكون متدنية.وأشار المصري إلى أن الجزارين الذين يحرصون على تناول الترامادول في عيد الأضحى لا يدخلون في إحصاءات الجرعة الزائدة التي تقدر بنحو 1600 حالة في السنة تقريباً.وذكر أنه بشكل عام يصل عدد متعاطي الترامادول في مصر بشكل روتيني إلي ما يقرب من 2 مليون شخص، بينما العدد الإجمالي لمن يتناولون الترامادول بين الحين والآخر يتراوح بين مليون و7 ملايين شخص.