كتبت / هالة شيحةشددت الجامعة العربية على أنه لن يتم الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي الا في ضوء احراز تقدم ملموس وواضح في مسار المفاوضات غير المباشرة .وأكد السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية : أنه من العبث الدخول في مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي نعلم مسبقا انها ستؤول الى الفشل، مؤكدا أن الموقف العربي سيتم تحديده من المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي خلال الاجتماع غير العادي للجنة مبادرة السلام العربية التي ستجتمع غداً الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة قطر ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحضور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية لتقييم مسار المفاوضات غير المباشرة وبحث التحركات المطلوبة خلال الفترة المقبلة .وفي تعليقه على التصريحات الاسرائيلية التي تتهم الجانب الفلسطيني بالتهرب من المفاوضات المباشرة قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة العربية : ان الجانب الفلسطيني لم يتهرب يوما من المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وكانت هناك مفاوضات في اعقاب مؤتمر انابوليس استمرت لما يزيد على العام ولكنها لم تصل الى النتائج المرجوة وبالتالي قام الجانب الفلسطيني بالتفاوض المباشر منذ مؤتمر مدريد ، وبالتالي فان المسألة ليست مسألة خوف من المفاوضات انما تحديد بعض الامور وتهيئة المناخ بما يؤدي الى نجاح المفاوضات ، انما اذا كانت هذه العناصر غير متوفرة فيصبح من العبث الدخول في مفاوضات نعلم مسبقا انها ستؤول الى الفشل .وحول قرب انتهاء المهلة الممنوحة للمفاوضات غير المباشرة بحلول 8سبتمبر المقبل وماهية البدائل المطروحة حال عدم احراز أي تقدم قال السفير يوسف : ان وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية اتفقوا خلال اجتماعهم الاخير على ان فشل المفاوضات غير المباشرة سيؤدي الى التوجه الى مجلس الأمن وهذا هو الموقف الذي تم اعتماده ، لافتا الى أن اجتماع اللجنة يوم غد يأتي قبل انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة لهذه المفاوضات120 يوما ، وبالتالي فانه سيكون هناك اجتماع آخر للجنة مبادرة السلام عقب انتهاء المهلة للتشاور حول التحركات المقبلة ولتعرض نتائجها على اجتماع وزراء الخارجية العرب في اجتماع دورتهم ال134 للنظر في هذا الموضوع والاتفاق حول الخطوات المحددة في هذا الاطار .وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد عقد اجتماعات مكثفة مساء اليوم في اطار الاعداد لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية حيث التقى مع مارك أوتي مبعوث الاتحاد الاوروبي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط ود. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينة .وأشار رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية : أن مبعوث الاتحاد الاوروبي جاء ليستمع الى الموقف والتقييم العربي للوضع بشكل عام فيما يتعلق بالمباحثات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، وتم ابلاغه بالموقف العربي ، والذي كان قد تم ابلاغه من قبل الأمين العام للجامعة العربية للسيناتور جورج ميتشيل المبعوث الامريكي للشرق الاوسط خلال لقائهما بالقاهرة مؤخراً ، وأضاف يوسف أن الموقف الآن سيعتمد على التقرير الذي سيقدمه الرئيس الفلسطيني أبو مازن خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية والمداولات التي سيتم اجراؤها في هذا الشأن .وحول موقف الجامعة العربية من بيان الاتحاد الاوروبي الذي يدعم القضية الفلسطينية ويؤكد ضرورة وقف الاستيطان الاسرائيلي وتأييد حل الدولتين أعرب السفير يوسف عن ترحيب الجامعة العربية بهذا البيان لافتا الى أنه يعبر أيضا عن الموقف العربي والذي يحدد امكانية الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة حال وقف اسرائيل لعمليات الاستيطان في كافة الاراضي المحتلة بما في ذلك القدس ، والاتفاق على مرجعية للمفاوضات .وردا على سؤال حول ما اذا كان تفهم اوروبي لموقف الجانب العربي خاصة في ظل عدم التوازن الامريكي قال السفير يوسف: ان المشاورات ستستمر وهم ينتظرون الموقف العربي الذي سيخرج عن اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لأن هذا الموضوع يتابع من قبل العديد من الدوائر سواء امريكية أو اوروبية أو غيرها .وعن لقاء موسى مع د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية مساء أمس قال يوسف : تم خلال اللقاء التشاور والاعداد لاجتماع لجنة مبادرة السلام العربية وتم التباحث حول الترتيبات والتفصيلات المتعلقة بما يمكن الخروج به من هذا الاجتماع المهم .وفي تعليقه على ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اشتراطات للدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي واهمية توفير دعم عربي له في ظل الحديث عن ضغوط امريكية تمارس عليه قال السفير يوسف : ان هناك تطابقاً كاملاً في الموقفين العربي والفلسطيني وهذا هو الموقف الذي تم التعبيرعنه في كافة اجتماعات لجنة مبادرة السلام خلال الشهور الماضية ، فلابد من احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة ، على أن يكون هذا التقدم واضحا ومحددا في عناصر محددة فيما يتعلق بالحدود والأمن ، وبشكل أساسي مسألة الحدود .وبالتالي فان الامور واضحة فيما يتعلق بما هو مطلوب تحقيقه والتقدم الذي ننتظره من أجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة .وفيما يتعلق باعلان اسرائيل عدم القبول بالشروط الفلسطينية رد السفير يوسف ان هذه رسالة من قبل اسرائيل بأنها غير مستعدة لتقديم أية تنازلات أو اتخاذ أية خطوات ، وكل ما يهمها هو الاستمرار في النشاط الاستيطاني ، وهدم المنازل وتهويد القدس.