أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو اهتمام بلاده البالغ بالتطورات الأخيرة والاعتداءات التي شهدتها مدينة هيجليج السودانية .وقال أن مصر عبرت عن قلقها وانزعاجها الشديد ازاء الاحداث الدموية التي مرت بها المنطقة بعد احتلالها من جنوب السودان وما صاحبها من تدمير للبنية التحتية والمؤسسات الحيوية الكائنة بها .جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع غير العادي للوزاري العربي المنعقد بالجامعة العربية برئاسة دولة الكويت .و لفت وزير الخارجية الى الاهمية التي يكتسبها الاجتماع في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها السودان في اعقاب قيام قوات جنوب السودان باحتلال منطقة هجليج .واعرب عن التطلع الى تحقيق الاستقرار والامن في السودان واقامة علاقات قوية بين السودان وجنوب السودان تسمح بالتركيز على دعم مسيرة التنمية هناك .واضاف : انه انطلاقا من حرص مصر على الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان وادراكا منها لأهمية اقامة علاقات راسخة وصحية بين السودان وجنوب السودان فقد بادر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بالاتصال فور وقوع هذه الاحداث بفخامة الرئيس حسن البشير رئيس جمهورية السودان وبالرئيس سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان للوقوف على آخر التطورات وبحث سبل احتواء هذه الازمة .كما لفت عمرو الى زيارته العاجلة الى كل من الخرطوم وجوبا يومي 15 و16 ابريل الجاري في اطار مسعى مصري عاجل لانهاء الازمة ووقف التصعيد العسكري وتحقيق الانسحاب من هجليج تمهيدا لعودة الطرفين الى مائدة المفاوضات السلمية لتسوية قضاياهما العالقة .واستعرض الوزير محمد كامل عمرو جهود مصر في هذا الاطار خلال اجتماعات مجلس السلم والأمن الافريقي بأديس ابابا يوم 24 ابريل الجاري ومقترحاتها لنزع فتيل الازمة خاصة بعد استعادة السودان لمنطقة هجليج والتي تتمثل في العمل على تحقيق وقف اطلاق النار بين الجانبين ، ووقف الحملات الاعلامية التصعيدية المتبادلة التي تعكر المناخ اللازم لتحقيق تقدم في المفاوضات ، ووضع آلية محددة لمراقبة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ، وتهيئة الاجواء لعقد القمة المرتقبة بين الرئيسين البشير وسلفاكير في اقرب فرصة ممكنة للاتفاق على الخطوط الاسترشادية العامة لمنهج التفاوض المستقبلي حول القضايا العالقة .و اقترح وزير الخارجية دعم الوزاري العربي لهذه المقترحات مجددا دعم مصر للسودان والتنسيق والتكامل مع مع الجهود العربية لمواجهة تداعيات انفصال الجنوب خاصة الاقتصادية منها ، مشددا على أن اقامة علاقات صحية وتعاونية بين الخرطوم وجوبا يخدم شعبي البلدين والمصالح العربية وكافة دول المنطقة على حد سواء .
