في تقليد سنوي منذ عشرات السنين يصنع المئات من أبناء بورسعيد دمى اللنبي الشهير والتي كان في الماضي يتم حرقها في احتفالات كبيرة ليلة الاحتفال بشم النسيم .هذه الدمي دائما كانت تعبر عن الشخصيات والعادات المكروهة في المجتمع فأحرق أهالي المدينة في احتفالات سابقة دمى لشارون وبوش ومدرسي الدروس الخصوصية . وكان يتم في الماضي في هذا الاحتفال حرق الدمى التي يطلق عليها السكان المحليين //اللنبي// وذلك في تقليد سنوي ارتبط في أذهان المصريين منذ عهد الاحتلال الإنجليزي في مصر ويواكب دائما الاحتفالات بشم النسيم لكن الأمر أختلف الآن بعد دخول الغاز المدينة ومنع الحرائق فلجأ البعض إلى شنقه ولجأ البعض الآخر إلى عرضه .عائلات خضير البورسعيدية من أشهر العائلات المصرية التي تقوم سنويا بتصنيع الدمى ، لكن قاموا بتطوير هذا الموروث الخاص ببورسعيد وأصبحت الدمى تعبر عن أحداث الواقع. هذا العام وقبل أيام قليلة من محاكمة المتهمين في مذبحة بورسعيد والتي يحاكم فيها 73 من أبناء المدينة وقيادتها الامنية بتهمة قتل 73 قام الأهالي بشنق الدمي الممثلة لرمز النظام السابق والمتهمين في مذبحة بورسعيد.وعادة حرق اللنبي من اشهر الاحتفالات غير الرسمية بمحافظات القناة وترتبط هذه العادة بتاريخ المصريين الحديث حيث كان الفدائيين يشنون هجماتهم على القوات الإنجليزية المتمركزة في منطقة القناة . واللنبي في الماضي كان عبارة عن دمية تصنع من الملابس القديمة التي تتم حياكتها بعناية ثم يتم حشوها بالقش أو نشارة الخشب و تعلق هذه الدمى على واجهات المنازل وفي ليلة شم النسيم يخرج الأهالي إلى الشوارع وكان يتم تجميع اللنبي في حلقة دائرية ثم تشعل فيه النيران مع ترديد الأغاني التي تعبر عن ذلك الموروث الشعبي. ولكن الآن الوضع تغير واكتفى أهالي المنطقة بشنق الدمي فقط.و الاحتفال موروثا شعبيا يحافظ عليه أبناء المحافظة كل عام وتحول إلى وسيلة للتعبير عن الأوضاع المحلية والعالمية غير المرضية واصبح المحتفلين يحرقون رموز الشر في العالم أصبحت الحرائق تحمل مغاز وقضايا سياسية واجتماعية. ومن اشهر الشخصيات التي تم حرقها الأعوام الماضية زعماء الصرب والمتطرف اليهودي ليبرمان وشارون وبوش وكونداليز رايس وزير الخارجية الأمريكية واولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي. و//اللنبي// كان اسم جنرال إنجليزي مسؤول عن القوات البريطانية في منطقة القناة وقت الاستعمار الإنجليزي أوائل القرن الماضي .وكان هذا الجنرال يعتبر من اكثر المتشددين الاستعماريين في المنطقة وكان معروفا عنه سوء معاملته للمصريين وانه كان يعتبر مصر مستعمرة بريطانيا العظمى ويرفض أي طلبا للاستقلال وكان لا يتورع في إطلاق الرصاص على كل من يخالف أوامره أو ينادي بالحرية .وتعود ظاهرة الحرق إلى أن هذا القائد كان يرمز إلى الشر والبطش الذي يعاني منه المصريين وحدث أن تظاهر المصريين ضده واحرقوا بعض منشآت الجيش الإنجليزي وتواكب ذلك مع يوم شم النسيم. و الدمية لم تكن تعبيرا فقط عن أشخاص هم الأسوأ إنما أيضا تعبيرا عن سلوكيات غير مقبولة في المجتمع مثل التدخين والإدمان والاحتكار والامية وكافة السلوكيات المرفوضة .والمصريون كانوا يعتقدون انهم عندما يتجمعون ليلة شم النسيم لحرق الدمى أن هذا الحرق قام بتخليصهم من الأشياء البشرية الكريهة وانه يمثل انتصارا لقيم الجمال والحرية والسلام وهو أيضا في نظرهم يمثل دعوة لمن يقعون في شرك الظلم والعدوان بأن يعدلوا عن هذه السلوكيات هذا العام .