لم يتوقف أهالي محافظات القناة الثلاث ، بورسعيد والإسماعيلية والسويس ، عن عادة حرق الدمي،التي نالت من شخصيات رسمية دولية كالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرئيل شارون وبدأت بالمندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي. وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت خاصة بمدينتي الإسماعيلية وبورسعيد دعوات لإعادة هذا الطقس الشعبي الذي يرجع لثلاثينيات القرن الماضي.
ويرجع باحثون في التاريخ والإنثروبولجي والفلكور الشعبي هذه العادة إلي عدد من المواقف التاريخية، فعلى صعيد التاريخ الرسمي، ترجع هذه العادة إلي أواخر الثلاثينيات عندما تم إجلاء المندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي إلي انجلترا، وكان اللنبي يعد مثالا صارخا على الظلم والاستبداد الذي عانى منه المصريون لسنوات طوال فترة توليه مهام المندوب السامي.
ووفق هذه الرواية، فقد تصادف يوم خروج اللنبي عن مصر يوم شم النسيم فخرج أهالي مدن القناة من بيوتهم سعداء وصنعوا دمية كبيرة تجسد شكل وطريقة ملابس اللورد اللنبي، وقاموا بإحراقها تعبيرا عن رفضهم للظلم والاستبداد.
لكن باحثون يقولون، إن أهالي بورسعيد طلبوا لقاء اللورد اللنبي عقب عودته من فلسطين، ولما رفض أستشاطوا غضبا وأحرقوا دميته، وأن هذه العادة انتشرت في مدن القناة كلها خاصة الإسماعيلية، فيما يذهب آخرون إلي أن عادة حرق الدمى اكتسبها المصريون من الأجانب الذين أقاموا بمدن القناة.
وأشار الباحث هشام عبد العزيز مدير أطلس الفلكور بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن طقس "حرق اللنبي" هو أقدم محاكمة ثورية عرفها المصريون، وهو حالة احتفالية أقرب إلى الحلم الذي يستحيل تحققه على أرض الواقع.
وأضاف، أن أهالي مدن القناة أحرقوا دمى تمثل الرئيس السابق حسني مبارك، ونجله جمال، ورموز النظام السابق، بما يجسد حلمهم في أن ينال هؤلاء عقوبات رادعة جزاء لهم على فسادهم.