(رويترز) -قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديعفي مقابلة مع رويترز إن الجماعة لم تحدد حتى الآن من ستؤيده من بين المرشحين المحتملين حاليالرئاسة الدولة وإنها ستقرر ذلك بعد انتهاء فترة الترشح التي ستبدأ في العاشر من مارس آذار.وتقول الجماعة التي تأسست عام 1928 وظلت محظورة لعشرات السنين إنها لن ترشح أحدأعضائها لمنصب رئيس الدولة.ويعتقد مصريون كثيرون أن انتخاب رئيس سيسهم في إعادة الاستقرار إلى البلاد التي تمر بأزمةاقتصادية.وقال بديع إن الجماعة التي شغل حزبها الحرية والعدالة نحو نصف مقاعد مجلس الشعب تفضلنظاما سياسيا يجمع بين النظامين الرئاسي والبرلماني.وقال بشأن النظام السياسي الذي تريده الجماعة في فترة ما بعد الرئيس حسني مبارك الذي قاد نظامامطلقا أسقطته انتفاضة يناير كانون الثاني العام الماضي (النظام) المختلط لأنه لا بد أن يكون هناك عدماستئثار بالسلطة لا للرئيس ولا للبرلمان.وأضاف المرحلة الحالية تقتضي نسبة من المسؤولية المشتركة بنظام مختلط بين البرلمان والرئاسة.هذا أفضل نظام لنا الآن.لكنه قال الأصل في الأمر التوافق. نحن قلنا إن هناك مثلثا متساوي الأضلاع: رئاسة.. برلمان..وزارة(حكومة).. ولن تسير الدولة إلا بتوافق هذه الأضلاع.وقبل شهور فصلت الجماعة العضو القيادي بها عبد المنعم أبو الفتوح بعدما قرر الترشح لمنصبرئيس الدولة مخالفا قرارها بعدم طرح مرشحين منها.وقال بديع كل (المرشحين المحتملين) الموجودين... ليس لنا فيهم مرشح واحد من الإخوانالمسلمين. وننتظر حتى تنتهي مرحلة الترشح لنعلم من هو المعروض علي شعب مصر... ومازال هناكمن يفكر أن يترشح.وردا على سؤال عمن ستفضله الجماعة من بين المرشحين قال مرشد الإخوان المسلمين هذا سنبحثهبعد أن يستوفي المرشحون الشروط (التي) أهمها أن يكون ليس منتميا إلي تيار إسلامي ولكنه يحترمالتيار الإسلامي وفكره وثقافته... وأن يكون توافقيا في أغلب تركيبته السياسية وسلطاته منضبطة برقابةشعبية.وتابع قوله هذه هي الشروط ومن سيستوفون هذه الشروط سنفاضل بينهم وسنحاول الاتفاق معالآخرين علي شخصية توافقية ترضي عنها الأغلبية ثم نطرحها للناس.وأضاف إعداد ضوابط للرئيس القادم أهم من الرئيس نفسه... ونتمني أن يكون الدستور الجديد قد تمإعداده خلال هذه الفترة ولو حتي علي التوازي مع فتح باب الترشيح حتي يحدد سلطات الرئيس ويضمنعدم تداخل السلطات كما حدث من قبل.واستطرد قائلا الرئيس السابق كان هو كل شيء والشعب لا شيء.وتستمر فترة الترشح ثلاثة اسابيع. ومن بين المرشحين المحتملين للرئاسة الأمين العام السابق لجامعةالدول العربية ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق وهو ضابطجيش متقاعد برتبة فريق إلى جانب آخرين بينهم إسلاميون وعسكريين متقاعدين.لكن يبدو أن بناء النظام السياسي الجديد لمصر لن يكون سهلا في ظل وجود ألوف النشطاء الذينيعتبرون المجلس العسكري جزءا من نظام مبارك ويتهمونه باستخدم القوة المفرطة في فض مظاهراتواعتصامات خلال العام المنقضي مما أدى لمقتل أكثر من مئة وإصابة ألوف آخرين من المحتجين.ويقول نشطاء إن مجلس الشعب الجديد الذي يهيمن عليه الإسلاميون بدا غير حازم مع المجلسالعسكري وحكومته.وشارك شباب من جماعة الإخوان منفردين في الانتفاضة ضد مبارك منذ بدايتها يوم 25 يناير كانونالثاني العام الماضي بينما قالت قيادة الجماعة وقت الدعوة لها إنها لن تشارك. لكن الجماعة انضمتللاحتجاجات التي استمرت 18 يوما منذ اليوم الرابع.وقال بديع في المقابلة التي أجريت أمس الثلاثاء وضعنا همنا كله في البداية لإسقاط نظام فاسد وهدمأشخاصه وليس مؤسساته ثم إحلال مؤسسة منتخبة لأول مرة في مصر منذ عشرات السنين.تم بناء مجلس الشعب... والشعب المصري كان يذهب (إلى لجان الانتخاب) بكثافة ليس لها مثيلحتي وصل عدد المصوتين إلى 30 مليون مصري... ولأول مرة لا نعرف النتائج مسبقا.وتحت ضغط محتجين يطالبون بسرعة نقل الحكم للمدنيين قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذييدير شؤون مصر منذ إسقاط مبارك إن انتخابات الرئاسة ستجرى في يونيو حزبران وإن تسليم السلطةللمدنيين سيتم بنهاية ذلك الشهر.ويتهم نشطاء المجلس العسكري بالعمل مع الإخوان المسلمين من أجل أن يبقى مهيمنا - بالتنسيقمعهم - على الحياة السياسية من وراء الستار بعد أن يسلم السلطة.وفي هذا الشأن قال بديع نقول لهم (المجلس العسكري) نحن حريصون علي أن توفوا بوعدكملشعبكم ونرفض أي تغيير في الجدول الذي التزمتم به.وأضاف قلت لهم بالتحديد: لكم عندنا ثلاثة مواقف.. إن أحسنتم في أخذ قرار أو موقف سنشكركم لاعليه ونؤيدكم فيه ولكننا لا نعطي توقيعا علي ورقة بيضاء.عندما تتخذون موقفا خاطئا أو ممارسة خاطئة سنقول لكم هذا خطأ وصوابه كذا ويكون بديلا عنالذي فعلتموه كي نساعدهم في إدارة العملية السياسية لمصلحة هذا البلد.وتابع يقول الموقف الثالث الذي كنا نلحظه أيضا أن تحدث عليهم ضغوط إما من الداخل أو منالخارج فيتأخر ويتباطأ الأداء ويتراجع إلى الخلف. قلت لهم عندما نجدكم تتباطأون سندفعكم إلى الأمام...هذه هي السياسة التي نسير عليها. لا عندنا صفقة معهم ولا نعطي لهم شيكا علي بياض.لا نصطدم ولن نصطدم بأي قوى من قوى مصر فكلها لصالح هذا الوطن ... نحن نحافظ علىمؤسسات مصر ونقول إن كل مؤسسة تطهر نفسها من داخلها بيدها.وقبل الانتفاضة على مبارك كانت جماعة الإخوان المسلمين تنفرد بالقدرة على تنظيم احتجاجاتواسعة في الشوارع.وفي انتخابات مجلس الشعب الماضية كانت هناك مفاجأة تمثلت في استحواذ الجماعات السلفية التيكان دورها مقتصرا على الوعظ في المساجد وخارجها وتقديم خدمات مخفضة الثمن على ثاني أكبر عددمن المقاعد.وقال بديع الحقيقة أن إخواننا السلفيين ليسوا تكتلا واحدا. هم تجمعات ذات قيادات مختلفة. كما (أن)هناك تفسيرات سياسية هناك تفسيرات دينية في الفروع. أما الأصول فواحدة عند الجميع.وأضاف الاختلاف بيننا وبينهم في الاليات.. في الوسائل.. في طريقة العرض للناس والتعامل مع بعضالأحداث... إنهم حديثو عهد بالسياسة أما نحن فصار لنا في هذه الممارسة السياسية (فترة) طويلةوعريقة.وتابع أن التنسيق مع الإخوة السلفيين وبقية الأحزاب أمر مستمر وليس معناه التحالف.وكان محللون توقعوا خلافات بين الحزبين الإسلاميين الرئيسيين الحرية والعدالة والنور - وهوتجمع لأحزاب من التيار السلفي - تعطي الأقلية الليبرالية في المجلس نافذة للتأثير.ويشغل حزب الحرية والعدالة أكثر من 47 في المئة من المقاعد بينما يشغل حزب النور نحو 20في المئة.ويتخذ الإخوان المسلمون مواقف تعتبر أكثر تحررا في قضيتي النساء والأقليات بالمقارنة بعدد كبيرمن السلفيين.وقال بديع إن 976 امراة و100 مسيحي شاركوا في تأسيس حزب الحرية والعدالة من بين سبعةآلاف عضو مؤسس.وخاطب المرشد العام المصريين قائلا الآن مؤسساتكم التي انتخبتموها تمثلكم. الآن أرجو رجاءحارا.. من خلالها قدموا طلباتكم.وكان يشير على ما يبدو إلى اشتباكات وقعت بين ألوف المحتجين وقوات الأمن خلال الأيام الماضيةحول مقر وزارة الداخلية القريب من مبنى مجلس الشعب وقتل فيها عشرة نشطاء وأصيب مئات آخرونكما أصيب المئات من رجال الشرطة.وتعاني مصر أيضا منذ شهور من احتجاجات فئوية تطالب بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.