أمّن يوفنتوس بنسبة كبيرة تأهله لنهائي كارديف بعد أن تمكن من التفوق بلا صعوبات كبيرة على مُضيفه موناكو بهدفين نظيفين، وذلك في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب لويس الثاني لحساب ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. ودخل موناكو المُباراة وهو يرتدي عباءة الحصان الأسود الذي فاجأ الجميع وأطاح بمانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند قبل الوصول للمربع الذهبي، أما اليوفي فقد حمّل معه تاريخه العامر بالإنجازات ودفاعه الفولاذي الذي لم يتلق سوى هدفين في 10 مُباريات من أجل التصدي لمواهب الإمارة الفرنسية ومحاولة الخروج بنتيجة إيجابية تقربهم من نهائي كارديف. بداية المُباراة عرفت بعض المد والجزر، حيث بدأ اليوفي بخطوط متقدمة وحاول إجبار موناكو على التراجع إلى الخلف، لكن محاولات رجال آليجري لم تكن بالخطورة الكافية من أجل إقلاق راحة سوباسيتش. أصحاب الأرض ناوروا بدورهم وخلقوا بعض الهجمات التي تفوقت على دفاع السيدة العجوز دون أن تتفوق على بوفون. ففي الدقيقة ال17 مرر المغربي نبيل درار عرضية مثالية في ظهر مدافعي اليوفي لظاهرة موناكو كيليان مبابي الذي انبرى للكرة برأسه وحولها في اتجاه المرمى، لكن بوفون كان لها بالمرصاد. النجم المغربي عاد ليمرر كرة أخرى لداخل منطقة الجزاء، وهذه المرى لفالكاو الذي تفوق على بونوتشي لكن ليس على بوفون الذي تدخل مجددًا وحول الكرة للركنية. نسق اللقاء تراجع نسبيًا بعد ذلك، لكن الأمر كان كالهدوء الذي يسبق العاصفة، ففي الدقيقة ال30، انطلق داني ألفيش في العمق بسرعة خاطفة ثم ارتكز على مترابطة ثنائية مع هيجواين من أجل الانسلال للجهة اليُمنى لمنطقة الجزاء وإعادة الكرة للبيبيتا بكعب ساحر، فلم يتأخر النجم الأرجنتيني في تحويل الكرة للشباك بتسديدة أرضية على يمين سوباسيتش الذي لم يجد لا حولًا ولا قوة للتصدي ليه، فتقدم الزوار في النتيجة ووُجهت صفعة تكاد تكون قاضية للفريق الفرنسي. آخر ربع ساعة من الشوط الأول عرفت تسييرًا حكيمًا جدًا من اليوفي، حيث لم تكد الكرة تصل لبوفون بعد ذلك بعد أن تراجع الإيطاليون للخلف وأقفلوا كل المنافذ أمام كيليان مبابي وزملائه الذين بدوا مُحبطين بعد تلقي هدف قاسٍ جدًا جعل حظوظهم تتراجع بشكل واضح في بلوغ النهائي الموعود، فانتهى الشوط الأول بتقدم الزوار بهدف نظيف. أما بداية الشوط الثاني فقد عرفت بعض المُبادرات الجيدة من طرف موناكو، حيث تحصل فالكاو على فرصة من ذهب من أجل تعديل الكفة في الدقيقة ال47 بعد أن انفرد ببوفون، لكن تسديدة لم تتمكن من التفوق على الأخطبوط الإيطالي الذي عاد ليؤكد نفسه كأحد أفضل حراس المرمى في العالم. بيرناردو سيلفا أعاد الكرة وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة ال53، لكن بوفون كان لها بالمرصاد مجددًا باعثًا رسالة واضحة للاعبي موناكو: التسجيل ممنوع!. ويبدو أن الرسالة قد وصلت رجال جارديم بسرعة، حيث أصحبوا أقل خطورة وسرعان ما جاءت الضربة القاضية التي أنهت الأمور عمليًا لصالح القادمين من تورينو. ففي الدقيقة ال60، انطلق ديبالا من الجهة اليُمنى ثم مررها للمتواجد أمامه في نفس الرواق داني ألفيش والذي رفع كرة بالمقاس لهيجواين الذي انقض على الكرة وحولها للمرمى بعد أن استغل تحركه المميز في ظهر مدافع موناكو، وهو ما جعل ملعب لويس الثاني يغوص في صمت مخيف يُظهر صعوبة الموقف بالنسبة لفريقهم. ما تبقى من اللقاء لم يعرف فرصًا كثيرة على المرمى، وذلك رغم بعض المناورات البائسة من موناكو الذي بدا على غير عادته عاجزًا عن حتى مضايقة بوفون، لينتهي الشوط الثاني ومعه المباراة بتفوق السيدة العجوز بهدفين نظيفين يقربانه كثيرًا من نهائي كارديف.