أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعقد نهاية هذا الشهر في نيويورك، خاصةً بالنسبة للقضايا العربية المطروحة على كافة المستويات وتحظى بدون مبالغة بأهمية خاصة، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة الدكتور نبيل العربي قد حضرت كل الملفات والوثائق والأدوار والمهام حتى تكون الجامعة العربية حاضرة وفاعلة مع الدول العربية في هذا المحفل الدولي الهام للغاية . وأشار "بن حلي" في تصريحات للصحفيين اليوم "الأربعاء"، إلى أن الإمارات العربية المتحدة باعتبارها رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة سوف تترأس اجتماعًا تنسيقيًا لوزراء الخارجية العرب بحضور الأمين العام للجامعة، يوم الأحد المقبل، في نيويورك، وذلك لبحث أهم القضايا المطروحة على أجندة الجمعية العامة خاصةً ملف القضية الفلسطينية الذي سوف يأخذ حيزا كبيرا من النقاش باجتماع وزراء الخارجية العرب. وأكد بن حلي أن الوزاري العربي التنسيقي سوف يركز على ضرورة اغتنام فرصة اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي دعي إليه ولأول مرة ثلاثة دول عربية "مصر والسعودية والأردن" والأمين العام للجامعة، لتحضير موقف عربي، للخروج من الجمود الذي تفرضه إسرائيل بسبب تعنتها وما تقوم به من ممارسات فاقت كل الحدود خاصة بالنسبة للتغيير الذي تحاول أن تدخله على القدس وفي القلب منها المسجد الأقصى. وأضاف أن وزراء الخارجية العرب، سوف يبحثون عددًا من القضايا الأخرى، من بينها التطورات في اليمن في ضوء الاجتماع رفيع المستوى الذي تعقده الأممالمتحدة حول اليمن 28 سبتمبر الجاري، والذي يركز على النواحي الإنسانية وضرورة تعبئة كافة الجهود الدولية لمساعدة اليمنيين، وأيضًا التسوية السياسية المطلوبة بتنفيذ جماعة الحوثيين للقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن ومخرجات الحوار وكل ما يتعلق بالعملية السياسية. وقال "بن حلي" أن "الوزاري العربي" سوف يبحث الأوضاع في ليبيا، وكذلك في سوريا سواء من الناحية الإنسانية التي أصبحت الآن الشغل الشاغل لكثير من الأطراف الدولية، مشيرًا إلى أن أوروبا تحاول الآن المساعدة في قضية اللاجئين ولو ان محاولاتها جاءت متأخرة. وأكد أن الوضع الإنساني في سوريا يتطلب جهودا إغاثية وتقديم مساعدات عاجلة، لكن يبقى أصل المشكلة وجذورها في إيجاد تسوية سياسية تمكن السوريين من العودة إلى وطنهم وقراهم ومدنهم ووقف هذه الحرب العبثية التي أصبحت عبارة عن هدم لهذا البلد العربي الذي نتألم له ونحن نشاهده بهذه الصورة المأساوية. وأشار "بن حلي" إلى حضور الأمين العام للجامعة، اجتماع قمة دعا إليه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، لمناقشة مكافحة الإرهاب، يوم التاسع والعشرين من نفس الشهر، والتي تبحث التنسيق بين جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة لمعالجة التطرف والإرهاب، مبينًا أنه سيتم التركيز على موضوع التصدي لتنظيم "داعش". وقال أنه سيكون هناك اجتماع خاص لمجلس الأمن دعت إليه روسيا الاتحادية والتي تترأس حاليًا مجلس الأمن في الثلاثين من الشهر الحالي، لبحث حل النزاعات بالطرق السلمية، وأيضًا للنظر في التطورات الخاصة بحفظ السلام والأمن، تحت عنوان "الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة". وأعرب بن حلي عن أمله أن تستفيد الدول العربية من الجلسة الخاصة لمجلس الأمن برئاسة روسيا، ومن الموقف الروسي لتكون الطروحات في هذا الصدد في طريق الفعل العملي. وأشار إلى انعقاد لجنة الشراكة العربية الأفريقية يوم 30 سبتمبر لمتابعة تنفيذ قرارات القمة المشتركة الثالثة التي انعقدت في دولة الكويت وذلك إما على مستوى القادة أو وزراء الخارجية، والتي سوف تترأسها الكويت وبحضور مصر والمغرب والأمانة العامة "ترويكا الجانب العربي"، والاتحاد الأفريقي، وزيمبابوي وأثيوبيا وموريتانيا وغينيا الاستوائية التي سوف تحتضن القمة الرابعة عام 2016، مؤكدًا أهمية هذا الاجتماع لاستعراض كافة أشكال التعاون بين المجموعة العربية والدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي والتحضير للقمة المقبلة. وأضاف أن هناك اجتماعا أخر على مستوى وزراء الخارجية العرب ونظرائهم في أمريكا الجنوبية 30 سبتمبر، وذلك للنظر في المسودة التي أعدها كبار المسؤولين من الجانبين للتحضير للقمة الرابعة التي تعقد بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية والمقرر لها يومي 10 و11 نوفمبر المقبل في الرياض. كما أشار إلى مشاركة الأمين العام للجامعة في اجتماع أخر خاص بأصدقاء لبنان بحضور رئيس الحكومة اللبنانية "تمام سلام" 30 سبتمبر الجاري، وفي الاجتماع رفيع المستوى حول الصومال بحضور الرئيس الصومالي 28 من نفس الشهر. وقال السفير أحمد بن حلي، أنه على المستوى الإنساني سوف يشارك الأمين العام بكلمة أمام قمة هامة برئاسة الصين دعا إليها رئيس وزرائها 25 سبتمبر، حول المساواة بين الجنسين على أساس إعلان "بكين" الخاص بتمكين المرأة والتزام الدول بالعمل في هذا الإطار. وأشار إلى أن الدكتور بدر الدين العلالي الأمين العام المساعد للشؤن الاجتماعية سوف يلقي كلمة الأمانة العامة أمام القمة الخاصة بالقضايا التنموية "قمة التنمية المستدامة ما بين 2013 إلى 2030"، وربما إذا تمكن الأمين العام التوفيق بين الالتزامات الأخرى أن يحضر جزءا من هذه القمة. ولفت أيضًا إلى التئام اجتماع تنسيقي مهم على مستوى الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي واتحاد المغرب العربي يوم 27 الجاري، وذلك لتنسيق التحركات المشتركة والمواقف بالنسبة لكل القضايا العربية والإسلامية المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة.