اشتعلت انتخابات مجلس الشورى الخلافات الحادة بين أعضاء الحزب الوطني بالفيوم ، حيث بدأت حرب تكسير العظام بين المتطلعين لشغل مقعد الشورى عن دائرة طامية ومركز الفيوم، والتى يتنافس عليها أربعة من قيادات الوطنى ، أما دائرة سنورس ويوسف الصديق ،فقد تم حسم الأمور فيها تقريباً لصالح نائبها الحالى على الشاذلى ، الذى تأكد أنه سيتم اختياره من قبل الحزب ، لعدم وجود منافسين له بعد أن رفض وليد هويدى المنافسة على الشورى ، وأبدى رغبته فى الترشح فى انتخابات مجلس الشعب القادمة فى نوفمبر القادم ،وبذل محمد طه الخولى نائب الدائرة جهوداً كبيرة من أجل إخلائها لعلى الشاذلى ،خوفاً من منافسته فى انتخابات الشعب القادمة ،وحتى تخلو له الدائرة خاصة أن الشاذلى منافسه العنيد دائماً ،وإن كانت هناك أخبار عن قيام أحد أبناء الدائرة وهو موظف بأحد البنوك بالترشح عن أحد الأحزاب من أجل المساومة على التنازل ، ليتم حسم الدائرة بالتزكية ليحصل على مبلغ نظير تنازله ، كما حدث معه فى انتخابات سابقة .أما المنافسة الساخنة ، والمشتعلة فهى فى مقعد الشورى بطامية ومركز الفيوم ، والتى تشهد منذ عدة أشهر حرباً طاحنة بين المتطلعين للمقعد وهم العمدة ربيع سلطان نائب الشورى السابق ، وأحمد مصطفى رجل الأعمال ، ومحمد مصطفى الخولى النائب السابق ، ويرى ربيع سلطان أنه الأحق بهذا المقعد لأنه مقعده فى الأساس وتم إزاحته عنه بسبب خلافه مع الدكتور يوسف والى ،وقد بدأ حملته مبكراً عن طريق إعلانات مدفوعة الأجر فى الجرائد المحلية تدعو لانتخابه ، وتهاجم خصومة وتصفهم تارة بالغرباء عن الدائرة ، وتارة بأنهم من مدمنى المخدرات ، وتارة بأنهم يتحالفون مع الإخوان المسلمين ضده ،وتارة بأنهم قد حققوا الثراء بوسائل غير مشروعة ، وقد بدأ هو حملته مبكراً بطرق أبواب القرى والوحدات الحزبية فى جولات أشبه بجولات أيمن نور فى محافظات مصر ، حيث يحرص خلال الجولات على التأكيد على أن السياسات الحكيمة للحزب سوف تختار من يختاره المجمع الإنتخابى ،ولذلك فهو يسعى لكسب تعاطف أعضاء المجمع الانتخابى للحزب الوطنى ، وإن كانت هناك أنباء عن استبعاد الحزب له من الترشيح بسبب كبر سنه ، حيث أكدت قيادات الحزب أكثر من مرة أنهم يحرصون على أن يكون العضو من بين شباب الحزب ، إلا أن العمدة ربيع يرى أن الحزب بحاجة إلى الشيوخ وحكمتهم ،كما هو بحاجة إلى الشباب .أما محمد مصطفى الخولى ، فيرى أنه الأحق بعضوية الشورى لأنه يمثل جيل الشباب ، ويعتبر أن ربيع سلطان هو منافسة القوى ، ولكنه يستمد قوته من مساندة نائبى المركز ونواب طامية ،حيث يسانده بقوة عمرو أبو السعود وعلى توفيق وعبدالقوى عبيد وأحمد عبدالقوى ،لأن أبو السعود وعلى توفيق يعتبرانه خصماً لهما فى انتخابات الشعب المقبلة ، وفوزه فى انتخابات الشورى يخلى لهما دائرة المركز ،كما يسانده عدد من شباب الحزب الوطنى منهم مراد العمده ، الذى يسير معه فى جولاته الانتخابية نكاية فى ربيع سلطان ، ويعتمد الخولى على نفوذ خاله محمد عبداللطيف داخل الحزب الوطنى ،وإن كان أشرف الروبى أمين الحزب يحاربه بكل قوة ، خوفاً من عودة نفوذ محمد عبداللطيف مرة أخرى فى ظل فشل الروبى فى السيطرة على الأمور السياسية داخل الحزب ، بينما قرر رجل الأعمال أحمد مصطفى هو الآخر خوض المنافسة ، معتمداً على علاقاته مع الكبار من قيادات الحزب المؤثرة فى القاهرة ،كما يعتمد على حجم أعماله واستثماراته فى الفيوم ، وتشغيله عدد كبير من الشباب فى الوقت الذى يهرب فيه رجال الأعمال ،كما حاول لفت الانتباه إليه من خلال تبرعه بتطوير مدرسة زاوية الكرادسة الابتدائية بتكلفة أكثرمن 100 ألف جنيه ،كما قام بعقد مؤتمر انتخابى فى مدرسته الخاصة حضرة أكثر من 400 من مواطنى مركز الفيوم ، أكد خلالها أنه سيخوض انتخابات الشورى وإن كان هناك من يعتبره خارج دائرة الانتخابات ، لأن قريته ليست تابعة لدائرة المركز وطامية إلا أنه نفى هذا مطلقاً، واعتبر نفسه ابن مركز الفيوم لوجوده الدائم فيه منذ أكثر من 10 سنوات .بينما يقوم مصطفى الهادى بجولات هادئة على القرى والمراكز، ليعرض نفسه على أعضاء الحزب ، معتمداً على علاقاته مع كبار القوم فى أمانة الحزب بالقاهرة ،وأنه قد أخذ الضوء الأخضر بأنه نائب الدائرةأما محمد بهنس فليس له أى تحرك يذكر ،وعلى الرغم من هذه الجولات والحرب الطاحنة بين هؤلاء المتطلعين ،فإن الحزب الوطنى لم يقل بعد كلمته .ولم يفتح باب الترشيح ،وإن كانت هناك تكهنات تشير إلى أنه ربما يكون مرشح الحزب من خارج هؤلاء جميعاً ، وهذا ما أكده أحد قيادات الحزب والقريب من المطبخ السياسى للحزب فى الأمانة العامة ،وربما تكون المفاجأة التى لايتوقعها الحزب هو إعلان أحزاب الفيوم عن مساندتها لمرشح قوى فى الدائرة ، حيث بدأت تنسيقاً فيما بينها للتواجد بقوة فى أى انتخابات ، وقد تكون المفاجأة الأكبر فى إعلان الاخوان المسلمين بالفيوم عن خوض هذه الانتخابات ،كبروفة لانتخابات الشعب ، خاصة بعد إعلان الجماعة فى القاهرة عن خوضها انتخابات الشورى ، وربما وقتها تنقلب الموازين فى الحزب الوطنى وهذا ما ستكشف عنه الأيام القريبة المقبلة .