"صرخات مكتومة.. ورجال يقفون في صمود.. والدموع تأبى الخروج"، منظر مهيب لأفراد وضباط الشرطة، منتظرين خروج جثمان صديقهم من أمام مشرحة كوم الدكة، وسط الإسكندرية، وهتافات تتعالى ب"لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله"، و"مش هنسيب حقك يا شهيد". إنه مشهد خروج جثمان الشرطي، الذي قتل اليوم، إثر اطلاق مسلحون الرصاص عليه، أثناء مشاركته في دورية أمنية بمنطقة المنتزة ثانِ شرق الإسكندرية، بينما أصيب ضابط مباحث آخر كان مشاركًا معه في الدورية. والد الشهيد، لم يتحمل فراق ابنه، إذ جلس بجانبه في المشرحة، يناجيه بكلمات خافتة: "مش هنسيب حقك يا ابني يضيع"، قائلًا: "حسبي الله ونعم الوكيل.. المجرمين مش هيسبونا في حالنا غير لما يقتلوا وياخدوا كل عيالنا". أحمد مصطفى يواصل كلماته لابنه بصوت مبحوح، قائلًا: "متخفش يا ابني مش هنام غير لما أجيب حقك"، بينما يحاول إخفاء دموعه بين طيات وجهه. شريف شبل، أحد أمناء شرطة قسم المنتزه ثان، قال: "كل يوم واحد مننا بيروح قدام عنينا.. ومفيش أي تحرك.. بس المرة دي مش هنسكت عن حق صحابنا". وأضاف شريف، قائلًا: "الإرهاب يستوحش أمامنا.. ولازم نحطله حدود.. ومش هنسيب حق زميلنا اللي مات.. واللي ماتوا قبل كده.. واللي بيموتوا كل ثانية".