عويل ولطم خدود ودعوات نساء على "الجماعة" وقاداتها، شهدها مستشفى المقطم التخصصي عقب وصول جثمان الشهيد الأول في أحداث اقتحام مكتب الإرشاد بالمقطم عبدالرحمن كارم محمد، الذي اتجه للمقر عقب عودته من عمله خوفا على شقيقه الأصغر، الذي اتجه للمشاركة في حرق المكتب، وفي محاولة لإثنائه عن مشاركة المتظاهرين الهجوم، فأصابته طلقة رصاص حي في أعلى صدره ليسقط كأول شهيد. وإلى جانب أحد جدران المستشفى استقر محمد عادل. استند بظهره إلى الحائط والدموع تنهمر من عينيه على صديقه ورفيق دربه. يقول ل"الوطن" إن "الإخوان مالهمش عيش في مصر تاني". يؤكد أنه كان يشارك في المظاهرات بشكل مستمر. يشير إلى الغرفة التي بها جثمان صديقه عبدالرحمن، ويضيف أنه كان دائما يحاول منعه من المشاركة في حرق مقر الإخوان، سواء في المرة الأولى منذ أشهر أو الثانية. عبدالرحمن شهيد رصاص عشيرة الرئيس محمد مرسي من داخل مكتب الإرشاد، صاحب ال26 ربيعا، لم يكن دائم المشاركة في المظاهرات وفق تأكيد صديقه، الذي قال: "مكانش ليه في أي حاجة، إحنا طالعين عند المقر بعد ما جينا من التحرير من الساعة السادسة، وجه معانا عشان يجيب أخوه الصغير اللي راح مع العيال عند مكتب الإرشاد". عادل لم ينسَ نظرات عبدالرحمن وعيناه تودعانه حين أصيب بالرصاص، مؤكدا أنه لم يكن الأول، حيث أصيب طفل أيضا بطلق ناري بالصدر. "الإخوان ضربوا علينا نار حي، ومش هيقعدوا في المقطم تاني"، مؤكدا أنه أصبح لهم ثأر مع الجماعة والرئيس محمد مرسي، حيث أصيب صديق آخر لهم برصاص حي ويرقد الآن بين الحياة والموت: "مش هسيب الإخوان، وهعمل أي حاجة عشان أجيب حق اللي ماتوا، ولو شوفنا إخواني بالمقطم هنحلق له دقنه". يجلس كارم والد عبدالرحمن بجلبابه الرمادي الذي طاله التراب بعد أن سقط على الأرض لدى سماع خبر استشهاد نجله. رفض تشريح جثمانه لقناعته بضياع حقه كما ضاعت حقوق شهداء ثورة يناير. يقول وسط صرخات زوجته: "ابني شهيد وفداء للبلد"، فتصرخ والدة الشهيد بصوت مبحوح: "حسبي الله ونعم الوكيل فيكو. أشوف فيك يوم يا مرسي".
