سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور: والد شهيد الشرطة بالإسكندرية: صليت الفجر مع ولدي وودعته وقلبي كان حاسس إنه في خطر بالقانون هاخد تار ابني اللي شرفني.. وأمه: حسبي الله ونعم الوكيل في الإرهابيين.. وياريتني كنت مكانه
سيطرت حالة من البكاء الهستيري على كل المشاركين فى تشييع جثمان الملازم أول أحمد سعيد الديهي، الضابط بالإدارة العامة للأمن المركزي بالإسكندرية، الذي لقي حتفه خلال حملة أمنية على وكر إرهابي بمدينة برج العرب الجديدة فجر اليوم، وذلك أثناء نقل جثمانه، من مستشفى الشرطة حتى مشرحة كوم الدكة، لإصدار تصريح الدفن. واستقبلت أسرة الشهيد جثمان ولدهم فى المشرحة، وانهارت والدته وشقيقته من البكاء بمجرد رؤية جثمانه، وأصروا على الدخول وإلقاء نظرة الوداع عليه، وذلك قبل إجراءات نقل الجثمان إلى قرية شنوة بمحافظة كفر الشيخ لدفنه. وقالت والدة الشهيد لابنها أثناء إلقاء نظرة الوداع: «قلبى وربى راضيين عنك، وحسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين اللى قتلوك، وياريتنى كنت مكانك».وأضافت: «منهم لله الإرهابيين، هما اللى وصّلونا للحال اللى إحنا فيه ده». وسادت حالة من الحزن الشديد بين أسرة وأصدقاء الشهيد، لم ينقطع خلالها البكاء من الجميع، وأصيبت والدته وشقيقته بحالة إغماء أكثر من مرة، أثناء نقل الجثمان من المشرحة للسيارة للسفر به إلى كفر الشيخ لدفنه فى مقابر العائلة، وتوجه عدد كبير من القيادات الأمنية للمشرحة، لمتابعة إجراءات النقل، وتسهيله، وتوديع جثمان زميلهم. وقال العميد سعد الديهى، والد الشهيد، ل«الوطن»: «أنا أديت صلاة الفجر حاضر مع ابنى وودعته قبل ما ينزل ويروح المهمة المكلف بيها، ونظرت له بعمق ودار بيننا حوار قصير قلت له فيه خلّى بالك من نفسك، ورد علىَّ وقال لى ادعى لى يا بابا، وماتخافش علىَّ أنا سخرت نفسى لخدمة بلدى وإرضاء ربى، ولو لىَّ نصيب فى حاجة هاشوفها مهما كانت الظروف». وتابع: «قلبى كان حاسس إن ابنى فى خطر، وعلشان كده طلبت منه إنه يسلم على أمه وإخواته، وقلت له استنى اصحيهم علشان يسلموا عليك، وهو قال لى لا يا بابا سيبهم مرتاحين وأنا مش هاتأخر إن شاء الله، وابقى سلم لى عليهم». وأضاف: «أنا كأب هاخد ثأرى من القتلة بالقانون، من اللى بيحولوا مصر لبحيرة كبيرة من الدماء، لكن ابنى الحمد لله شرفنى بالشهادة فى سبيل الله والوطن». وقالت شقيقة المتوفى: «أخويا كان بيتعامل معنا على أنه هو المسئول عنا دائماً، رغم أن بابا مش مخلينا محتاجين حاجة، بس هو راجل، وانا مش مصدقة انى هاصحى الصبح من غير ما اشوفه، أنا حاسة إنى فى كابوس ونفسى أفوق منه». وأضافت: «كنت باحذره من الإرهابيين وباقول له خلى بالك على نفسك، وهو كان بيرد علىَّ بالآية الكريمة: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وكان دايماً بيفهمنى إنه بيواجههم علشان مستقبلى ومستقبل أخونا الصغير وعلشان المصريين يعيشوا فى أمان واستقرار من غير فتن ولا سلاح ولا عمليات إرهاب وعنف». من جانبه، قال الرائد محمد شحمة، المتحدث الرسمى باسم نادى ضباط الشرطة بالإسكندرية: «كل ما يموت منا واحد نزداد إصراراً على مكافحة الإرهاب، وكلنا كضباط شرطة بنعتبر أنفسنا أبناء لأسرة زميلنا الشهيد، وبنؤكد على استمرار الجهود والتضحيات فى مواجهة العناصر الإرهابية الخطيرة ووأد الأنشطة الإرهابية».