كتبت: نورهان عبداللهاعرب الكاتب الكبير والمؤلف السينمائي بلال فضل أن الثورة المصرية لم تنه الفساد الموجود حالياً ,مؤكداً أن هناك الآلاف ممن يشبهون حسني مبارك والذين لم تتحطم أصنامهم حتى الآن , وبذلك أمامنا وقت طويل لتغيير منظومة الأخلاق .وخلال الندوة التي نظمتها جامعة القاهرة مساء أمس الاثنين 13 مارس 2011 وبحضور شباب من كليات مختلفة ود.محمد المهدي, وبلال فضل ونادية مصطفى أستاذ العلوم السياسية والإقتصادية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية وباكينام شرقاوي والتي ادارت الندوة تحت عنوان المشهد الحضاري في الثورة المصرية .فأضاف بلال أن المشهد الحضاري الحقيقي أن يكون لدينا هذا التجاذب في الآراء مابين الرأى والرأى الآخر , وتابع قوله بفكاهية مقترحاً أن يظل مقر الحزب الوطني كما هو على هيئته الحالية وأن يتم تحويله إلى شئ اشبه بالمراحيض العامة يكتب عليها متحف مبارك , أما الميدان فيمكن تحويله إلى مزار يتم فيه جمع كل مايتعلق بالثورةعلى حد قول الدكتور محمد المهدي .وعن الذعر والخوف من الفتن الطائفية قال بلال فضل : أنا لا اخشى تلك الفتن لأنها كانت موجودة من قبل الثورة لكن مالابد أن يخيفنا في الفترة القادمة هو حدوث فتن داخل الثورة وتشتتها ,وأندهش من خوف الشعب من الثورة المضادة مؤكداً أن الحل للتصدي لهذا الخوف هو الوعى الحقيقي لماحدث بداية من الثورة وحتى الآن وتحقيق النجاحات والإنتصارات الكثيرة .واشار أن ثورة يناير التي قام بها الاحرار هى أعظم من ثورة 1919 لأنها اثبتت التحضر الحقيقي عند المصري وافتقدت أى مشاكل داخلها عكس ثورة 19 فمن أبرزها فقدها للسلمية والوعى مما اصيب على أثرها الآلاف من الجرحى .وأكد فضل أن الوعى السياسي عند مصر يحتل المرتبة الاولى بين مصاف الدول الاخرى كتركيا وبريطانيا وإن كان وعياً مشوشاً ,والسبب هو اهتمام الشعب التركي أو البريطاني بأمور المعيشة .وللحفاظ على الثورة مستقبلاً أولاً تحقيق الإنسانية وعدم الإقصاء ورفض الإستبعاد للسلفية والبهائية , كذلك في تلك الفترة لابد من زيادة الوعى والمعرفة والقراءة , وضمان الثورة للشريحة التي قامت بها وانطلاقها من مفاهيم غير تقليدية , ولابد ألا ننخدع وراء المفاهيم القاصرة للثورة .والتزم بلال فضل الحيادية في الإستفتاءات الدستورية القادمة , وطمئن الحاضرين بالقراءة بداية عن التعديلات الدستورية وماهى الاسباب المترتبة عليها وعلى القبول .وتابعه محمد المهدي قائلاً أنه يوافق على التعديلات الدستورية ,مؤكداً أن الثورة الحضارية سميت حضارية لأسباب أولها وقوعها على ارض الحضاري مصر , تحضر الطبقة التي نادت بالثورة, الشعارات والاهداف كانت ايضاً حضارية , مشيراً أن الثورة لم تنبت شيطانياً وسبب التحضر هو تربية الآباء للأبناء المتحضرة مستشهداً ببلال فضل كأباً روحياً للثورة .وأضافت نادية مصطفى أستاذ العلوم السياسية على كلامهم , أن الثورة مثلت مشهداً حضارياً بداية من مشهد التحرير والدليل : اجتماع للأمة على مشهد واحد رغم اختلاف الروافد الإجتماعية , كذلك الكشف عن المخزون الحضاري الكامل في هذه الأمة , بالإضافة الى التأرخ المهم لتطور الثورة ليوم الجمعة ومسمياتها جمعة الغضب, الرحيل, ثم الصمود , النصر, التطهير والخلاص , والاستمرار , الوحدة الوطنية, والتي اجتمع عليها كل المصريون .وانهى بلال فضل كلمته برفض الرقابة السينمائية على الاعمال السينمائية مؤكداً أن البديل لها هو الفئة العمرية للافلام وإن اعترض الجمهور على فيلم بعينه مبتزل عليه أن يقوم بإحتجاجت أمام ابواب السينما أو عمل حملات ضده لتوقيفه قبل عرضه .وأكد أن خلال برنامجه على قناة التحرير التي يرأسها ابراهيم عيسى سيعرض من خلاله أهم المشكلات القادمة لدى الشعب المصري بداية من الثورة وحتى الآن مع عرض كافة الإجابة عن الاسئلة المطروحة حول التعديلات الدستورية والعمل على انتخاب مجلس برلماني أم رئاسي .