توافد عدد كبير من فناني مصر ومثقفيها على لجان الاستفتاء في أنحاء البلاد للمشاركة بأصواتهم على التعديلات الدستورية اليوم السبت، وسط حشود واسعة من الشعب المصري في بادرة لتأكيد ضرورة المشاركة. واختلفت المواقف الخاصة بتصويت الفنانين تماشيا مع التباين القائم في الشارع المصري لكن كان واضحا حالة الإقبال الكثيفة منهم على اللجان الكبرى التي تضم أعدادا غفيرة من المصوتين حرصا على الوجود وسط الجماهير الذي يعني نفي تهم محتملة لهم بالتقاعس عن المشاركة على غرار ما حدث سابقا في أحداث الثورة التي تلتها قوائم بيضاء للمشاركين وأخرى سوداء للرافضين. وحرص عشرات الفنانين على التواجد ولفترات طويلة في الشوارع المؤدية إلى اللجان التي امتدت فيها صفوف طويلة ضمت المئات على مدار ساعات اليوم كله استغلها بعضهم في الدخول في حوارات مع المواطنين للمناقشة التي ظلت محتدمة حول قبول أو رفض التعديلات التي شملت 9 مواد من الدستور المصري الصادر عام 1971 والمقرر تعديله بالكامل لاحقا. وقام المطرب عمرو دياب بالتصويت وسط المئات في لجنة بشارع الهرم غرب القاهرة رافضا الإفصاح عن رأيه مؤكدا أن رأيه يخصه وحده وليس من المفترض أن يسأل أي مصري بعد الآن عن توجهه السياسي في الاستفتاء أو الانتخابات إلا بعد إعلان النتيجة. بينما كان الأحرص على النقاشات الجدية فريق من الفنانين والمخرجين الرافضين للتعديلات والذين أعلنوا مبكرا موقفهم ومعظمهم من الوجوه التي ظهرت في ميدان التحرير خلال أيام الثورة وبينهم خالد الصاوي وفتحي عبد الوهاب وعمرو واكد وتيسير فهمي وبسمة ويسرا اللوزي ومجدي أحمد علي ومحمد خان وعمرو سلامة ومحمد دياب والكتاب بلال فضل ومحمد بدوي ومكاوي سعيد والناشر محمد هاشم وعدد آخر من الكتاب والناشرين. وقالت الفنانة سميرة أحمد التي كانت أحد مرشحي المعارضة في الانتخابات البرلمانية السابقة إنها صوتت بالرفض وفقا لقناعتها أولا التي تدعو إلى ضرورة العمل على البدء في تغيير الدستور بالكامل بدلا من إجراء تعديلات عليه وهو الأمر الذي اتفق عليه حزب الوفد الذي تنتمي له. وقال الناشر والأديب محمد هاشم صاحب دار "ميريت" للنشر إنه لاحظ عددا من التجاوزات في الاستفتاء لكنها حسب قوله "هامشية ويمكن التجاوز عنها باعتبار أنه، أول استفتاء ديمقراطي حقيقي تشهده مصر منذ عقود ". واتفقت مع رأيه الفنانة والمنتجة إسعاد يونس قائلة إن التجاوزات لا تنفي حالة الوعي الشعبي الواضحة لدى المصريين من كل الطبقات والتي تؤكد أن مصر على الطريق الصحيح ليختار الشعب من يحكمه بحرية. وقال الممثل الشاب فتحي عبد الوهاب إنه اصطحب زوجته وطفله معه إلى لجنة الاستفتاء ليشهدوا على أول خطوة ديمقراطية حقيقية تتحقق للشعب المصري بعد ثورة "25 يناير" رغم أنه شخصيا كان ينتظر تعديلا دستوريا كاملا وليس عدد محدود من المواد قال إنه صوت عليها بالرفض. وقد تدفق المصريون على مراكز الاقتراع اليوم السبت للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على تعديلات دستورية يمثل أول اختبار للعهد الجديد في البلاد عقب ثورة 25 يناير والإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك الشهر الماضي. وفي مشهد غير مألوف على الحياة السياسية المصرية، شهدت مراكز الاقتراع إقبالا من الناخبين وزحاما غير مسبوق على صناديق الاقتراع حيث شوهدت طوابير طويلة تقف أمام ابواب اللجان قبل بداية عملية التصويت ، وذهبت عائلات وأسر بأكملها للإدلاء بأصواتها والمشاركة في الاستفتاء وقد شوهد العديد منهم يسيرون في جماعات. ويشرف على الاستفتاء حوالي 16 ألف عضو من الهيئات القضائية في54 ألف لجنة فرعية علي مستوي الجمهورية ويشارك في عملية المتابعة الوطنية نحو 50 ألف شاب يمثلون المنظمات والأحزاب والحركات الشعبيةوتؤمن قوات الجيش والشرطة مقار اللجان.