يمتلك كريم عبد العزيز تركيبة فنية خاصة تجعل منه مشروعا سينمائيا واعدا ربما لا يكون الاكهر أو الأكثر موهبة في التمثيل لكنه على الأقل هو الاكثر قبولا بين جيبه وصاحب سحر خاص يحفظ له بريقه لدى المشاهد كما يثنى على شجاعة كريم كونه على وعي بضرورة الخروج من تركيبه الفتى الوسيم ليكون أكثر قربا من عامة الناس ساعده في ذلك بكل تأكيد بعض الافلام التي كتبها له بلال فضل مثل أبو علي وواحد من الناس الذي وصل خلاله كريم الى درجة متقدمه من النضج على الرغم من الضعف الفني للفيلم كما يعد ولاد العم نقله أخرى لمزيد من النضج الفني. كريم الذي بدأ مشواره الفني في الدراما داخل عباءة الولد الشقي المدلل صاحب المغامرات عاد الى بيته الاول ولديه جلباب جديد بتلك التي جعلت كريم أسير الطل الشعبي الذي سجنه فيه بال فضل والتي بدأت تدخل في طور النمطية والتكرار والملل رغم إحتفاظ كريم برصيده من خفة الظل والقبول الجماهيري إلا أن العمل الذي يتناول حياة شاب مصري كادح أراد بلال أن يزيد الجرعة السياسية ويسمي بلال في العزف على وتر الشاب الفقير العاطل المغلوب على امره الذي حصل على بكالوريوس هندسة ومع ذلك لا يجد عمل واسرته من المسجلين في مباحث امن الدولة وهي تيمه ثورية غالبة على كتابات بلال لكنها لم تعد بنفس التأثير بعد ثورة يناير وادراك المشاهد لامور كثيرة واكتشافه ان ليس كل معارضا هو ثوريا حقيقيا لذلك العزف على هذه النبره لم يعد يؤجج حماسة المشاهد بعد ان عاصر وشاهد ما هو اكثر وعلى الارجح ان بلال يستوحي فكرته من واقعة حقيقية لأحد شباب السلفيين الذي اتهم بالفعل بمحاوة إغتيال مبارك وعلى طريقة بلال فضل أي متطرف طالما يوجه سلاحه في قلب النظام السابق يصبح بطل وشهيد وليس ارهابيا. كريم عبد العزيز خانه الحظ عندما بحث عن النبرات الثورية في كتابات بلال فضل والتي غالبا ما يخونه فيها التقدير وتتسع مساحة المبالغات والمزايدات التي تخرج عن السياق الدرامي وتسير في طريق العبارات الثورية ومحاولات "حشر" الثورة في الأحداث والحديث عن مؤامرات مبارك ومخططات التوريث وما الى ذلك من العزف على نغمة الثورة والتي كانت من الممكن ان نعتبرها خطب حنجورية تهدئ من غضب المشاهد قبل الثورة أما الأن فأصبحت حرية الناس في التعبير تتجاوز كل ما يمكن أن يقوله بلال فضل فلم تعد شعاراته الرنانه تحمل أي متعة للمشاهد ولم يعد أمام بلال سبيلا غلا أن يقدم دراما حقيقية سريعة الإيقاع تتناسب مع نجم سينمائي وتستطيع أن تنافس مسلسلات الكبار زهز ما لا يملكه بلال فضل الذي تتسم أعماله دائما بالإيقاع البطئ إلى حد الملل منذ أول أعماله الدرامية "هيما" حتى مسلسل أهل كايرو الذي تقوم أحداثه على جريمة قتل تحدث في الحلقة 13 أي من منتصف المسلسل تقريبا ويستهلك الحلات الأولى في التمهيد هذا أيضا ما فعله في مسلسل "الهروب" الذي بدأت عقدته الدرامية بعد مرور 15 حلقة تقريبا إستهلكها في المط والتطويل والمزايدات السياسية والشعارات حتى باتت حلقات المسلسل أشبه بمنشورات سياسية قديمه من أيام مبارك يتخللها بعض الإفيهات الكوميدية الساذجة ، راح ضحية هذه المنشورات ، كريم عبد العزيز الذي كان يحتاج إلى عمل درامي يتناسب مع ما إعتاد تقديمه في أعماله السينمائية ليس بالضرورة أن يكون عملا بوليسيا يقوم على المطاردات ربما كان كوميديا أو مأساويا لكن على الأقل يحمل قدر من المتعة والعبارات الشيقة والشخصيات التي تكون أقرب إلى الناس بعيدا عن المبالغات البطولية التي لم يعد المشاهد يهتم بها.