استمعت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار معتز خفاجى، إلى مرافعة محمد الدماطى المحامى عن المتهم محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر، بالإضافة إلى 15 آخرين من قيادات الجماعة في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث مكتب الإرشاد". وقال محمد الدماطى المحامي - أثناء مرافعته التي بدأها بالآية القرآنية "إياك نعبد وإياك نستعين": "إن النيابة تبنت في مرافعتها أن 30 يونيو هي ثورة شعبية بعكس ما يتبناه المتهمون من داخل القفص"، وإنه يترافع بعيدًا عن السياسة والتجريح، ودفع ببطلان تحقيقات النيابة العامة. وأضاف أن الخصومة السياسية من جانب النيابة بدأت منذ بداية الإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، وتعيين النائب العام المستشار طلعت عبد الله، بدلا من المستشار عبد المجيد محمود. خصومة سياسية وقال المحامي محمد الدماطي: "توجد خصومة سياسية، بين النيابة العامة - وهي جهة توجيه الاتهام - والمتهمين من قيادات الجماعة في هذه القضية". وأوضح الدماطي خلال مرافعته أن تلك الخصومة بدأت تزامنًا مع الاعتراضات التي أعقبت "سلسلة البراءات" في القضايا، التي حوكم فيها رموز النظام الذي قامت عليه ثورة يناير، مشيرًا إلى أن القضاء لم يكن له ذنب فيما حدث، وأن الذنب يرجع لأجهزة البحث، التي لم تؤدِ دورها كما ينبغي فقدمت القضايا دون دليل، وبأسانيد غير قوية. وانتقل عضو هيئة الدفاع بعد ذلك للتذكير بصدى الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول "محمد مرسي"، ذاكرًا أن مادته الثالثة كانت تخص "النيابة العامة"، وأنه فور صدور الإعلان وإقالة النائب العام الأسبق "المستشار عبد المجيد محمود" وتعيين النائب العام الأسبق "المستشار طلعت عبد الله"، قام عدد من أعضاء النيابة بمحاصرة مقر النيابة ومنع المستشار "عبد الله" من الخروج. وعقب قائلًا: "إن ذلك يؤكد فرضية وجود خصومة سياسية بين النيابة العامة والمتهمين الذين ينتمون لنفس التيار والجماعة التي ينتمي لها رئيس الجمهورية الذي أصدر الإعلان"، ورفعت المحكمة الجلسة للاستراحة بناءً على طلب محمد الدماطى. ويواجه المتهمون تهم القتل والتحريض على القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين. ويحاكم في القضية "محمد بديع، ونائباه خيرت الشاطر ورشاد بيومى، وسعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، ونائبه عصام العريان، ومحمد البلتاجى، عضو المكتب التنفيذى للحزب، ومحمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق، وأسامة ياسين، وزير الشباب السابق، وأيمن هدهد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، وأحمد شوشة وحسام أبوبكر الصديق ومحمود الزناتى، وعبد الرحيم محمد عبد الرحيم ورضا فهمى ومصطفى عبد العظيم البشلاوى ومحمد عبد العظيم البشلاوى وعاطف عبد الجليل السمرى"، وجميعهم من قيادات وأعضاء تنظيم جماعة الإخوان.