فجأة تحولت زيارة أستاذ متفرغ للفقه المقارن قام بها إلى إيران إلى زلزال فى جامعة الأزهر ...توالت توابعه فى أماكن أخرى عديدة ... منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فضلاً عن طرحها على نطاق واسع فى وسائل الإعلام المختلفة, فعقب نشر موقع إلكترونى محسوب على الإخوان والتيار السلفى خبراً عن الزيارة وصورة لها دون التطرق لتفاصيلها أو ما جرى خلالها تم إحالة الدكتور أحمد كريمة الزائر لإيران للتحقيق ثم جمد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عضويته. "النهار" التقت الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والمعروف بصداماته الكثيرة مع الإخوان والسلفيين ..اللقاء كان بهدف معرفة كواليس الزيارة وما جرى فيها ؟ وما الذى دفعه إليها ؟ وماذا كسب من ورائها ؟ لكن د. كريمة فجر سيلا من المفاجآت منها لقاء جمع المفتى ووكيل الأزهر بمرجعيات شيعية جرت وقائعه بفندق فى لبنان الأحد قبل الماضى إلى جانب مفاجآت أخرى عديدة تتعلق بهذه القضية.. تفاصيلها فى سطور الحوار التالى: ** فى البداية قلت للدكتور كريمة: خرجت على قواعد الأزهر وتسببت فى زلزال داخل جامعته بوصفك أستاذاً فيه!! أجاب: لم أخرج على قواعد ولم أتسبب فى زلزال لكن هناك من يريدون الأمر على هذا النحو ودعنى أفجر لك مفاجأة قبل التطرق لتفاصيل الزيارة وما جرى فيها من قيامى بمهمة تستوجب شكر كل ذى عقل لى على ما قمت به. ** ما هى المفاجأة يا دكتور ؟ المفاجأة أنه فى الأحد قبل الماضى فى حفل تنصيب مفتى لبنان التقى وكيل الأزهر عباس شومان ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام فى مقر إقامتهما وضيافتهما بفندق فينيسيا ببيروت مرجعيات شيعية إمامية منهم شيخ عبدالأمير قبلان رئيس المجلس الشيعى الأعلى والسيد على فضل الله ابن المرحوم محمد حسين فضل الله المرجع الشيعى المعروف وقد أشاد الوفد المصرى الأزهرى بمجهودات الشيعة الإمامية وأكدوا أن فكرهم يتقارب مع الفكر الأزهرى بل اتفق "الوفد الأزهرى" والقيادات الشيعية على التحضير لمؤتمر تشترك فيه قيادات مسيحية لنبذ الفتنة واتفقوا كذلك على مزيد من التواصل بين الأزهر والنجف بالعراق وقم بإيران وقد نقل الدكتور عباس شومان لهم تحيات شيخ الأزهر كما أكد المفتى على التقدير لهذه المرجعيات ودعا إلى مزيد من التواصل بينهم وبين الأزهر. ** كيف عرفت يادكتور كريمة بهذه التفاصيل؟ نقلت وكالة الأنباء اللبنانية وكذا الجزيرة مباشر مصر بعضاً مما جرى فى هذه الزيارة وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعى واستوثقت منها. ** هل تريد أن تقول إن لقاء المرجعيات الشيعية حلال على هذه القيادات وحرام عليك بما يعنى الكيل بمكيالين ؟ بالضبط هذا هو التساؤل الذى يثور: هل حلال على قيادات رسمية بالأزهر الشريف اللقاء بمرجعيات شيعية وحرام على زميلهم دكتور أحمد كريمة الذى ذهب لإلقاء محاضرات فى الفقه المقارن الذى هو تخصصه وذلك لتجمعات سنية فى كردستان الإيرانية ولبعض الحوزات الشيعية بطهران و" قم" والذين استمعوا لأول مرة فى التاريخ لمبادئ أهل السنة والجماعة فى الفقة الإسلامى وهل هذا يستوجب قيام حملة مسعورة ضدي ؟! للأسف يشارك فيها بعض القيادات الرسمية وتحركها بقايا الإخوان والسلفيين الذين توغلوا فى هذه المؤسسات إبان حكم الإخوان حيث كان التلون والتحول سمة البعض. ** دكتور كريمة هل اتبعت الطرق القانونية المعمول بها فى مثل هذه المواقف؟ بكل تأكيد فقد تقدمت بطلب رسمى إلى جامعة الأزهر قبل موعد الزيارة بأسبوع مرفق به الدعوة وتفاصيلها كاملة ولم أتلق أى اعتراض على الزيارة فكان طبيعياً أن أقوم بها خاصة وأننا فى إجازة رسمية صيفية حيث لا توجد التزامات بمحاضرات دراسية فضلاً عن أننى أستاذ متفرغ مما يعنى أننى لم أترك أى مسئولية بل سافرت فى ظروف مناسبة تماما وقد اتصلت بالسفير المصرى فى إيرن وأخطرته بالزيارة وأعلمته بطبيعتها وأنها شخصية ولا تمثل أى جهة وأننى جئت بمفردى ولم أصطحب أحدا معى وقد كانت الخارجية المصرية تتابع السفارة وكتبت تقريراً بما جرى فيها. ** هل لديك أى فكرة عن مضمون التحقيق ؟ *التقرير أشار للدور الوطنى الذى قمت به حيث نقلت صورة حقيقية للشأن السياسى فى مصر بعد 30 يونيو وساهمت فى تصحيح صورة خاطئة عما جرى سواء فى الأوساط السنية أو الشيعية إضافة إلى مواقف أخرى. **ماذا تعنى بمواقف أخرى ؟ كما هو ثابت وموثق فقد أعطيت محاضرات طالبت فيها الشيعة بتصويب وتصحيح المعلومات المغلوطة عن المذاهب السنية الخمسة فى كتبهم وهى "الحنفى والمالكى والشافعى والحنبلى والظاهرى" ومعي شهادات رسمية موثقة بهذه المحاضرات وشهادت من الحوزات العلمية وخمس جامعات إيرانية أبرزها جامعة المصطفى وجامعة الأديان والمذاهب تتضمن هذا الكلام وقدمت مذكرة رسمية طالبت فيها الإيرانيين بإصدار بيان يتضمن أربع نقاط مهمة وهى أن المصحف الشريف عند الشيعة هو نفسه عند السنة والأمر الثانى طلبت فيه عدم التعرض للصحابة رضى الله عنهم وعدم الخوض في أعراض أمهات المؤمنين، خاصة "السيدة عائشة" رضى الله عنها ثم أخيراً طالبتهم بعد القيام بالتصدير المذهبى للمجتمعات السنية وقد تسلم هذه المذكرة الدكتور حسن محمد حسن زمانى الذى عمل مستشاراً ثقافياً لإيران فى سفارتها بالقاهرة وحالياً هو المعاون الدولى للحوزات العلمية فى إيران وذلك بحضور نائبه حسن أيوب. ** تم الإعلان عن إحالتكم للتحقيق فى جامعة الأزهر وتجميد عضويتكم فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فكيف ستتعامل مع هذا الأمر؟ أى تحقيق سيجرى معى هو باطل لأنى لم أرتكب أى مخالفة ولم أتقاض أي مليم من زيارتي لإيران والحمد لله صفحتى بيضاء نقية أما بالنسبة لعضويتى فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أقول للأوقاف أنا متنازل عن عضويتى فى هذا المجلس، فأنا لم أطلب هذه العضوية ولم أسع إليها يوماً ما وأنا فى الأساس لم أسع أبداً إلى منصب داخل هذا المجلس وهم من سعوا إلىّ وإذا ما قرروا وقفى عن العمل، فأنا متنازل بشكل نهائى عن وجودى داخل المجلس. ** ما سر خلافاتك مع الإخوان والسلفيين ولماذا تتهمهم بترويج الشائعات واستغلال الأحداث لاغتيالك؟ سواء الإخوان أو السلفيون سعوا لاغتيالى معنوياً مرات عديدة وهم من روجوا شائعات ضدى وذلك لأن لى مواقف ثابتة منهم وقد واجهتهم حين جبن كثيرون عن مواجهتهم وأصدرت ضدهم كتبا من أبرزها "متسلفة لا سلفية" و "الإخوان رؤية نقدية" وتحت الطبع "الإرهاب داء ودواء ". ** هل تريد كلمة أخيرة بشأن هذه القضية ؟ أقولها بكل صراحة أشعر بدهشة من تشجيع قيادات بالأزهر والأوقاف للهجوم ضدى بصورة انتقامية من خلال موضوع لم أرتكب فيه أى مخالفة أو خطأ بل قمت فيه بدور وطنى يحمد لى وإذا كان هناك من يريد حسابى فيجب أولاً حساب وكيل الأزهر والمفتى حيث التقوا قيادات شيعية فى لبنان وإلا فإن سياسة الكيل بمكيالين سيكون لها آثار خطيرة وغير محمودة ولا تليق بالأزهر تلك المؤسسة العريقة ولا يجب أن تعمينى تصفية الحسابات السياسية عن الحقائق العلمية والمواقف الوطنية ولا أريد الدخول في مهاترات مع أذيال الإخوان والمتسلفة خاصة وأن الله فضح جرائمهم بما يكفى وزيادة.