اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بتورط الرئيس المعزول محمد مرسي بتسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي المصري لدولة قطر، متطرقة إلى تهديدات تنظيم "داعش"، والحشد العربي للتصدي له. البداية من صحيفة «العرب اللندنية» التي كشفت أن الحكومة المصرية أبلغت العديد من الدول الغربية بتسريب الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لتنظيم الإخوان لوثائق تتعلق بالأمن القومي للبلاد، وهو ما انعكس على موقف تلك الدول إزاء التعاون مع السلطة المصرية الجديدة. وقال دبلوماسيون غربيون: إن الرسائل المصرية لعدة دول، على رأسها الولاياتالمتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، شملت تفاصيل دقيقة عن تلك الوثائق، كما أظهرت تورط الرئيس الإخواني في اتفاق مع قطر لدعم الجماعات المتطرفة في عدة دول من بينها سوريا والعراق وليبيا واليمن. وذكرت المصادر أن ملف العلاقات مع إيران والدعم المصري لحركة حماس، الذي تضمن السماح لها بحفر مزيد من الأنفاق على الحدود مع شبه جزيرة سيناء إلى جانب الدعم المالي والسياسي، كان في بؤرة دائرة التعاون المصري القطري التي اتسع نطاقها أكثر من أي وقت مضى عقب صعود الإخوان إلى الحكم، كما تظهر الوثائق المسربة. وكشف تقرير صدر، الثلاثاء، عن هيئة الأمن القومي المصري أن المستندات المهرّبة "احتوت على مذكرات وتقارير صادرة عن المخابرات العامة وموجهة لرئيس الجمهورية السابق لاعتماد الموازنة العامة الخاصة بجهاز المخابرات عن العام المالي 2013-2014، والأحداث الداخلية والخارجية بعد صدور الإعلان الدستوري"، الذي أصدره مرسي. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الحكومة المصرية لجأت لأول مرة إلى الانفتاح على الدول الغربية وإبلاغها بمحاور الدعوى القضائية، المعروفة إعلاميا ب"التخابر مع قطر" (وهي خطوة لم تقدم عليها مصر من قبل). وعلى ما يبدو، فإن الموقف الألماني بدأ في التغيير بشكل كبير، فقد تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع وقت قيام ثورة الثلاثين من يونيو 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان في مصر، اتصالا هاتفيا، الاثنين، من المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، وهو الاتصال الأول بينهما منذ تولي السيسي الرئاسة. تشكيل دولي ضد "داعش" ويأتي هذا الاتصال فيما أعلنت الخارجية الأمريكية، الاثنين، أن أكثر من أربعين دولة انضمت إلى التحالف ضد داعش. لكن مراقبين رجحوا أن يكون مضمون هذا الاتصال الهاتفي قد احتوى أبعادا أخرى تتخطى تشكيل التحالف في مواجهة "داعش"، وأن هذا الاتصال، من دولة ينظر إليها باعتبارها زعيما للاتحاد الأوربي، ينطوي على تغيير استراتيجي في الموقف الغربي تجاه القاهرة. سوريا تنتقد التحالف "العربي - الأمريكي" وفي شأن عربي آخر انتقدت الصحف السورية توقيع العرب «على بياض» على التحالف ضد «الدولة الإسلامية»، حيث كتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب «البعث» الحاكم «أن واشنطن التي دخلت المنطقة عسكريا عام 2003 بحجة أسلحة الدمار الشامل الكاذبة لترسم معالم وخطوطا جيوسياسية جديدة للمنطقة والعالم، وتعود اليوم بحجة المحاربة الكاذبة للإرهاب الحقيقي، فيما العرب كما في المرة السابقة، غائبون عن أي دور حقيقي، نتيجة اقتصار وعيهم وحلمهم، على حدود الكراسي التي يجلسون عليها». ورأت صحيفة «الثورة» من جهتها أن «الولاياتالمتحدة لا تنقصها الحيلة عندما تريد تحقيق مآربها العدوانية، وقد هيأت الأرضية والمناخ المناسب لإعادة إنتاج حروبها في المنطقة من جديد، وشركاؤها المحليون في المنطقة باتوا على استعداد كامل لتنفيذ الأوامر الأمريكية بشكل تلقائي، ودون الضرورة لمعرفة تفاصيل ومضامين خطة التحرك الأمريكية». وتابعت: «أن هذا اتضح من خلال توقيع مجلس الجامعة العربية على ورقة بيضاء بدعم استراتيجية أوباما بشكل ببغائي». واعتبرت الصحيفة أن «الخطة الأمريكية ستتضمن بكل تأكيد عنوان مكافحة الإرهاب ومحاربة داعش، ولكن ستغيب عنها بشكل مقصود الخطوات اللازمة والإجراءات الرادعة لكبح جماح تمدد الإرهاب وانتشاره»، مجددة اتهام الولاياتالمتحدة والدول الإقليمية المتحالفة معها بتمويل «الإرهاب»، في إشارة إلى دعم هذه الجهات للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وكتبت صحيفة «تشرين» الحكومية من جهتها «ماذا يفعل كيري ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل في المنطقة إذا كان عرب الجامعة قدموا موافقة مسبقة وعلى بياض على حرب جديدة في المنطقة تديرها الولاياتالمتحدة كيفما تريد وفي البقعة الجغرافية التي تريد؟». وقالت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات: إن نسقا دوليا وإقليميا يستبعد محاربي الإرهاب الحقيقيين، ويلهث وراء دول قدمت للمجموعات الإرهابية الدعم المالي واللوجستي والتدريب والتسليح هو، في الواقع، ليس أكثر من إعادة هيكلة للنفوذ الأمريكي في المنطقة.