بدأت القصة بمبادرة صغيرة تهدف للتنديد بممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" عن طريق حرق علمه الأسود، لكنها تحولت إلى سجال وموضوع رأي عام إذ رأى كثيرون في حرق "علم داعش" مساسا بالمسلمين! على غرار فكرة تحدي دلو الثلج التي غزت العالم، فكر شباب لبنانيون في استغلال شعبية هذه الفكرة لإطلاق حملة مشابهة لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المعروف باسم "داعش". التحدي هذه المرة يقتضي إحراق علم التنظيم الأسود، فقد انتشرت تغريدات ودعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عناوين مثل "اسمي العالم كله لإحراق علم داعش، لديكم 24 ساعة لفعل ذلك"، مع نشر فيديوهات وصور لعملية إحراق العلم. الحملة - حسب المروجين لها - تأتي للاحتجاج على جرائم داعش والتضامن مع عناصر الجيش اللبناني الذين اختطفهم التنظيم وإعدام اثنين منهم. بدأت فكرة المبادرة من موقع "فيسبوك"؛ حيث أطلق ناشطون لبنانيون دعوة لحرق علم داعش أمام قصر العدل في بيروت، ما لبث أن انضم إليها مئات الأشخاص مع تأكيد المنظمين أنهم لا يمثلون أي طائفة أو تيار سياسي.. تحولت الحملة إلى قضية رأي عام في لبنان بعدما قام الجدل حولها بسبب عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" التي يتضمنها علم "الدولة الإسلامية"، خاصة بعدما خرج وزير العدل اللبناني أشرف ريفي لينتقد الحملة لكونها "تمس بالشعائر الدينية"، ويتوعد من يحرق العلم بالمتابعة القانونية. انتقل الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتم تداول صور وفيديوهات الحملة على نطاق واسع بين مؤيد للفكرة ومعارض لها.. فعلى "تويتر" دعا نشطاء ومستخدمون للموقع كل المسلمين الذين يعتبرون أن داعش لا تمثلهم إلى إحراق العلم للتعبير عن رفضهم لممارساته التي يرتكبها باسم الإسلام. وكتب أحد المشاركين في الصفحة على فيسبوك: "أنا عن نفسي سأحرق علم داعش كما هو معروف، فعندي مبدأ الوطن أغلى من الدين.. عذرا لكن فقدان الدين أهم من فقدان الإنسانية". بينما كتب مشارك آخر: "أنا مستعد لحرق علم يحمل اسم داعش لكن ابتعدوا عن الأديان، الإسلام والرسول بريئان من هؤلاء الإرهابيين، كما أن السيد المسيح بريء من الذين يحرقون علما يحمل عبارة لا إله إلا الله".. وعلق آخر قائلا: "هذه ليست راية داعش فقط، هي راية الإسلام وكل مسلم". ويعتبر البعض أن الراية التي يعتمدها تنظيم "الدولة الإسلامية" هي نفسها التي كان يستخدمها الرسول الكريم محمد في الحروب.