"أنا عايشة منتظرة يوم وفاتي عشان أقابل محمد في الآخرة.. مافيش حد بيسال عليا من أصدقائه إلا الكابتن سيد عبد الحفيظ، هو اللي بيتواصل معايا باستمرار.. مابقدرش أعمل حاجة في ذكرى وفاته لانى ما تحملش.. بكتفى بالذهاب للمقابر والصلاة والدعاء له.. مشوفتش الفرحة من يوم وفاته.. نفسي أسمى شارع باسم محمد، طلبت من المسؤلين و لم يستجيب أحد".. أبرز ماقالته نجاة إسماعيل علي.. والدة الكابتن محمد عبد الوهاب، خلال لقاء "مصر العربية"، من داخل منزلها بمركز سنورس بالفيوم. وإلى نص الحوار.. كيف تمر عليكى ذكرى محمد كل عام؟ أذهب إلى المقابر منذ الصباح الباكر، وأستمر طول الليل أصلى وأدعي الله أن يجعله من أهل الجنة، وأنتظر ذكرى وفاته على مدار ال 8 أعوام الماضية، ودائما الإعلام يتواصل معي منذ وفاته. من يتواصل معك من زملائه وأصدقائه؟ لا أحد يسأل عني من أصدقائه سوى الكابتن سيد عبد الحفيظ فقط، يتصل بي باستمرار ويطمئن علي، ويؤكد لي أنه ابنى مثل محمد، وأنا فعلا بشعر بذلك عندما يتحدث إلي. لماذا تركتى منزلك وذهبتى إلى اخر بعد رحيل محمد؟ لأني أتذكره فى كل ركن وغرفة من المنزل القديم، فشعرت بعدم قدرتي على تحمل ذلك، فقررت ترك المنزل، ولكنى احتفظت بكل محتويات غرفته، ووضعتها فى غرفة بالمنزل الجديد. ماهى مواقف محمد التى تذكريها دائما؟ أتذكر كل مواقفه منذ طفولته.. كنت دائما أشجعه وسعيدة لنجاحه.. كنت دائما بجواره حتى أثناء التدريب، وكان يتواصل معي باستمرار قبل كل مباراة.. محمد كان ابنى وشقيقى وأبى وحبيبي، أحب كل ابنائى ولكن لأن هو الأكبر، كان الأقرب إلى قلبي، وكنت اعتبره "الكبير بتاعنا"، الذى نحتمى فيه بعد الله. هل تريدين أن يخوض أحد أبنائك مجال الكرة بعد شقيقه؟ الأعمار بيد الله، لكن أصابتنا عقدة بسبب ما حدث لمحمد، فرغم أن ابنى الصغير كان يلعب في مركز شباب بسنورس، ولكنه لم يكمل في المجال. ماذا تقولين لمحمد فى ذكرى وفاته؟ ربنا يرضى عنك يا ابنى، ويجعلك فى جنة الخلد، ويلحقنى بك يا حبيبى لأنى اشتقت إليك فوق ما تتخيل. يذكر أن محمد عبد الوهاب بدأ مشواره مع الكرة وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك، واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألمونيوم ومنه إلى الفريق الأول. اختاره حسن شحاته المدير الفني للمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للشباب رقم 13 في بوركينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3، وكان سجل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة. ومن كأس الأمم الأفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاته إلى مركز الظهير الأيسر، الذي يجيده كثيرا. وبعد كأس العالم انضم من الألومنيوم إلى الأهلي لمدة أربعة سنوات. ولم يدخل اللاعب التشكيل الأساسي للبرتغالي مانويل جوزيه إلا في فترات محدودة، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا نوفمبر 2005، التي تألق فيها النج الراحل وصنع هدفا لأسامة حسني، وبات عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر.