شهر بأكمله افتقد أهالى الجمالية ساندويتش الفول الصباحى من عربية الحاج «أحمد»، أقدم عربات الفول فى المنطقة، الساندويتش الذى يهتم به الرجل بمكونات خاصة لا يتقنها غيره لا تكتمل إلا برغيف خبز ساخن من الفرن المجاور، كما اعتاد الجميع، منذ فترة على الأسعار 75 قرشاً «لشقة الفول»، فصاروا يدفعون الحساب بلا سؤال مكرر فى كل مرة، لكن هذه المرة بدا الأمر مختلفاً عن كل مرة يقدم فيها الحاج أحمد طلبات الزبائن المشتاقة لساندويتشاته بعد شهر رمضان. «شقة الفول بجنيه، العيش غلى وبدل ما كنت باخده من الفرن بعشر قروش، دلوقتى باخده 35 قرش»، الجملة الصادمة دفعت البعض للتخلى عن الساندويتش الثالث، وكذلك الرابع ليكتفوا ب2 فقط، «حتى الفول هيغلوه علينا، مش كفاية السجاير، مابقيناش عارفين نجيبها، هى الحكومة دى ماتعرفش غير أنها تقل مزاجنا وخلاص»، الزحام الشديد أمام عربة الفول لم يتأثر فما زال على حاله، ولكن توقف الحاج أحمد عن صُنع قدرتى فول كل يوم «قدرة واحدة كفاية، بس هى تخلص»، ما زال هناك بعض الأمل لدى أحمد وأبنائه فى المهنة التى أتعبته عمراً بأكمله: «الفول لسه ماغليش والأردب لسه تمنه 1200 جنيه بعد آخر زيادة من سنتين، لو غلى دلوقتى تانى هابطل الشغلانة اللى ورثتها عن أبويا وأشوف حاجة تانية».