استقل مساء اليوم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، طائرة هيلكوبتر من إمارة دبى، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، لحضور اجتماع علمى ودينى مهم يضم عدداً من كبار العلماء فى العالم الإسلامى، ويعقبه مؤتمر صحفى، للإعلان عن تأسيس «مجلس حكماء المسلمين»، بناء على التوصيات التى جاءت فى وثيقة البيان الختامى لمنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، الذى جرت فعالياته فى شهر مارس الماضى. ومن المقرر أن يضم المجلس بين أعضائه نخبة من ذوى الحكمة من العلماء والمفكرين والخبراء فى العالم الإسلامى، ومن بينهم الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والعلامة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المنتدى. ويقوم أعضاء المجلس المرتقب ببذل جهود مضاعفة، من أجل لم شمل الأمة ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، التى تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة، وسيعملون على وضع خريطة طريق تسهم فى إطفاء الحرائق، التى تجتاح جسد الأمة والتصدى لشرور الطائفية والعنف التى تعصف بالعالم الإسلامى منذ عقود. كان منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، الذى عقد بأبوظبى فى مارس الماضى، بمثابة قمة عالمية جمعت أكثر من 250 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم، ومثلت أول اجتماع من نوعه لمفكرين وعلماء مسلمين على المستوى العالمى. وأوصى المشاركون بالشروع فى تأسيس مجلس إسلامى لتعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، يضم ثلة من ذوى الحكمة من علماء المسلمين وخبرائهم ووجهائهم، ليسهموا فى إطفاء حرائق الأمة قولاً وفعلاً. ودعا المشاركون إلى عدد من الإجراءات والخطوات، التى تسهم فى ترسيخ ثقافة السلم فى المجتمعات المسلمة حتى تكون مقدمة لتحويل ما جلاه من مقاصد وقيم وقواعد إلى ثقافة، يعيش فى ظلها المسلمون، ويلتمس فيها غيرهم حلولاً لنيران انقسام المجتمع وصدامه واقتتاله، التى لا تكاد تخبو فى منطقة من العالم حتى تشتعل فى أخرى.
