تباينت ردود الأفعال الدولية حول واقعة التحرش ضد الفتيات في ميدان التحرير أمس الأول خلال الاحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي. اللوم على الداخلية وفى هذا الصدد قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن فيديو الفتاة المجردة من ملابسها وسط المتحرشين هو حالة واحدة من بين العشرات التي حدثت في ذلك اليوم حسبما قالت حملة "شفت تحرش" التي توثق العنف الجنسي ضد النساء في مصر، موضحة أنها لم تسطع التأكد من تفاصيل مقطع الفيديو الذي لم يتعد الدقيقتين. ووجهت "شفت تحرش" اللوم إلى القيادات الأمنية بوزارة الداخلية لعدم اتخاذ أي تدابير أمنية أو خطط مسبقة لمنع مثل هذه الحوادث، بل إن صغار الضباط ورجال الأمن المركزي تركوا دون أدوات أو خطط لمواجهة جماعات المتحرشين بالميدان. غضب النشطاء وأوضحت "سي إن إن" أن استجابة السلطات لدعوات محاكمة المتحرشين لم تستطع تهدئة غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجهوا العديد من الانتقادات، مشيرة إلى تصريحات المجلس الوطني للمرأة المصري بشأن حادثة التحرير والتي وصفتها بأنها مؤامرة مدبرة لإفساد فرحة المصريين بالاحتفال بالرئيس الجديد. من جانبها رأت صحيفة "يو إس إيه" توداي الأمريكية أن ظاهرة التحرش تزايدت بشكل ملحوظ في الثلاثة أعوام الماضية بسبب الاضطرابات التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير، بينما لا تزال الجماعات الحقوقية النسائية تشكك في فعالية القانون الجديد الذي أقره الرئيس السابق عدلي منصور قبيل تسليمه السلطة للرئيس السيسي. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن نظرة البعض في المجتمع المصري للمرأة على أنها أقل شأنًا من الرجل هي السبب وراء معاناة مصر بشكل دائم من ظاهرة التحرش، كما أن بعض الأفلام تصور المرأة على أنها أداة جنسية، بالإضافة إلى عدم وجود رادع قانوني قوي لمرتكبي هذه الجرائم. في سياق متصل أكدت الصحيفة الأمريكية أن انهيار الأمن في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير وتراجع الشرطة عن أداء دورها أثر بصورة أو بأخرى على أمن المرأة في المجتمع، فيما قالت صحيفة "وول ستريت" جورنال الأمريكية إن حادثة التحرش بميدان التحرير تمثل تحديًا فوريا للرئيس الجديد لمناصرة حقوق المرأة.
