رأت صحيفة «جلوبال أند ميل» الكندية، أن التحرش الجنسى ليس ظاهرة جديدة فى مصر، إذ شهدت السنوات الثلاث الماضية اعتداءات على كثير من النساء فى ميدان التحرير عند تواجد حشود كبيرة، وأن الفرق الوحيد هذه المرة فى حادث اغتصاب ضحية التحرير تمثل فى استطاعة أحد الأشخاص تصوير ما حدث ورفعه على شبكة الإنترنت. وجاء فى المقال الذى نشرته الصحيفة لمارجريت وينتى بعنوان: «العار المصرى..اعتداءات عنيفة على المرأة»، أمس الأول، أن النساء نادراً ما يشكين للسلطات لأنهن عادة ما يتم إلقاء اللوم عليهن، فهناك اعتقاد سائد عند كل طبقات المجتمع المصرى بأن المرأة هى المسؤولة عما يحدث لها. وحسب المقال، فإن المرأة دائما عرضة للانتقاد واللوم، بعض النظر عما ترتديه، فالنساء المحجبات عرضة لنفس الخطر الذى قد يواجه المرأة غير المحجبة، وربما أكثر، لأن الرجال يعتقدون أنهن لن يشتكين عليهم. وأوضحت كاتبة المقال أن معظم النساء يترددن فى الذهاب إلى الشرطة لأنهن يعرفن أن المتحرشين بهن لن يتم إدانتهم أو خوفاً من تعرضهن للسخرية أو الاعتداء عليهن من السلطات نفسها. وحسب المقال، فإن الآمال المتعلقة بأن يطيح الربيع العربى بالديكتاتورية الفاسدة حتى تتحرر المرأة المصرية، تحطمت على صخور الواقع، إذ ما لبث أن فرض المجلس العسكرى الذى تولى الحكم بعد فترة الرئيس السابق حسنى مبارك «اختبارات العذرية» على المتظاهرات. ورأت «وينتي» إن إيقاف ظاهرة التحرش يتطلب تحولا ثقافيا واجتماعيا، وهو أمر صعب، خاصة أن مصر أصبحت دولة فاشلة على كافة الأصعدة. ورأت شبكة «بى بى سي» الإخبارية البريطانية أن التحرش الجنسى تزايد بشكل كبير فى مصر، مستدلة على ذلك بفيديو المرأة التى تم اغتصابها جماعياً فى ميدان التحرير خلال الاحتفالات بتنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأحد الماضى. وجاء فى تقرير نشرته الشبكة، أمس الأول، أنه تم تدشين هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بعنوان «أسباب انتشار ظاهرة التحرش»، الأربعاء الماضى، بعد أيام من بث فيديو الاغتصاب على شبكة الإنترنت، لإيجاد حل لهذه الظاهرة الخطيرة، مشيرة إلى أن أكثر من 7 آلاف مستخدم شاركوا فيه. وقالت الشبكة إن كثيرا من المستخدمين توافقوا فى وجهات نظرهم بشأن تحميل الأفلام الشعبية «القذرة» التى اجتاحت السينما المصرية مسؤولية تزايد ظاهرة التحرش، لأنها تمجد تصرفات الرجال بطريقة عدوانية جنسياً. ونقلت «بى بى سي» وجهات نظر أخرى تعتقد أن قصور الفهم الصحيح للإسلام وراء انتشار التحرش، فيما حمل آخرون المرأة المسؤولية وانتقدوا طريقة لبسها وتصرفاتها، بينما شدد البعض على ضرورة أن «يسيطر الرجال على أنفسهم». ورصدت الشبكة أن أكثر من 70% من زوار الهاشتاج كانوا من الرجال، على الرغم من أن امرأة هى التى دشنته، وكتبت عليه عبارة: «من الضرورى أن يعرف جميع الرجال أن التحرش يمكن أن يحدث لأى حد، يمكن أن يحدث لبناتهم أو أماتهم أو أخواتهم، لذا نحاول من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية أن نجد حلاً مع بعض لإيقاف هذه الجريمة فى المجتمع».
