أثار استبعاد معظم الوزراء المحسوبين على أحزاب وقوى «جبهة الإنقاذ الوطنى» من حكومة رئيس الوزراء المكلف إبراهيم محلب، تساؤلات حول سبب استبعادهم، وما إذا كان أداؤهم أو ما يقال عن «فشلهم» هو السبب أم الرغبة فى إبعادهم عن المشهد الجديد، الذى يُتوقع فيه أن يترشح المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. ومن الوزراء المستبعدين من التشكيل الجديد، أحمد البرعى، وزير التضامن الاجتماعى، الأمين العام السابق لجبهة الإنقاذ، وكمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة والهجرة، القيادى بالتيار الشعبى وحزب الكرامة، وحسام عيسى، وزير التعليم العالى القيادى بحزب الدستور، وطاهر أبوزيد، وزير الرياضة، عضو حزب الوفد، فضلاً عن الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء عضو مجلس أمناء الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وزياد بهاء الدين، وزير التعاون الدولى ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى سبق أن قدم استقالته. من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، إن وزراء حكومة «الببلاوى» لم يكونوا تابعين لجبهة الإنقاذ، أو لأى حزب، لأنهم جمّدوا عضويتهم فى أحزابهم بمجرد توليهم المسئولية، ولم يكن هناك اتصال بينهم وبين الجبهة، لافتاً إلى أن استبعاد «محلب» لعدد من الوزراء فى الحكومة الجديدة بمثابة إعادة إنتاج لما فعلته الحكومات السابقة، وكانت كلها بلا رؤية أو هدف أو خطة، وكأنها تطبيق عملى للمثل القائل «أحمد زى الحاج أحمد». وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن أعضاء «الإنقاذ» لم يمثلوا فى الحكومة السابقة بصفتهم الحزبية، وإنما بصفتهم الشخصية واختصاصاتهم، واختيار الحكومة الحالية لم يأتِ كحكومة سياسية، وإنما حكومة تكنوقراط مؤقتة لتسيير الأعمال، لافتاً إلى أن استبعاد وزراء الإنقاذ منها لم يكن متعمداً، بدليل أن «محلب» كان سيختار الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، لوزارة الثقافة، وبالتالى فإن تغيير وزراء الجبهة لم يكن مقصوداً. وأضاف «أبوالغار»: «رئيس الوزراء نفسه تكنوقراط، لذا من الطبيعى أن يختار وزراء على شاكلته، ولا يختار سياسيين، خصوصاً أن السياسيين يحتاجون تولى الوزارات لفترة طويلة لتنفيذ سياسيات وخطط، أما الحكومات المؤقتة فلا توضع فى يد السياسيين». واستبعد مجدى صبحى، الخبير الاقتصادى ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يكون إقصاء وزراء الإنقاذ، نتيجة لتجهيز المشهد لترشيح السيسى.