جاء الاجتماع الطاريء الأخير لوزراء الخارجية العرب ليشكل حلقة جديدة فى مسار الصراع فى سوريا وليكشف بوضوح أن جنيف 2 المعقودة به الأمال لحل الأزمة السورية بات أمرا غير مؤكدًا خاصة وسط ترجيحات لتأجيله لمطلع العام المقبل بعد أن كان مقررا له 23 نوفمبر الجارى ، وأن انعقاده فى حد ذاته لن يؤتى بجديد لوقف شلال الدماء فى سوريا بل سيرسخ لاستمرار بقاء الأسد فى سدة الحكم خاصة وأنه لا تزال صفوف المعارضة السورية منقسمة ولم تتوافق على المشاركة أو تشكيل وفد يمثلها فى المؤتمر، كما كشفت مصادر عن وجود مطالب عربية بوقف مهمة الأخضر الإبراهيمى المبعوث الاممى العربى المشترك الخاص بسوريا بعد فشل جهوده خاصة مع المعارضة ، فيما آثار أحمد الجربا رئيس الائتلاف السورى المعارض غضب كل من لبنانوالعراق خلال الاجتماع الوزارى بعد أن وجه الاتهامات صريحة لميليشيات حزب الله بأنها تقتل السوريين كما فتح النار على إيران مطالبا بضرورة خروج ميليشيات الحرس الثورى من سوريا للقبول بالتفاوض فى جنيف ، كما أبدى العراق غضبه الجم على جلوس الجربا على المنصة الرئيسية وسط المتحدثين فى الوزارى واعتبر وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى أن مؤتمر جنيف 2 هو فرصة مهمة للمعارضة لابد منا عدم إضاعتها والعمل على التمسك بها من أجل إنجاح عقده ، وخلق الأجواء الإيجابية لإنجاحه ، وتجنب وضع شروط مسبقة يمكن أن تعرقل المؤتمر موضحا أن العراق سيساهم بفعالية كبيرة فيه كما ساهم فى مؤتمر جنيف 1 وشارك فى وضع البيان الختامى للمؤتمر الذى أصبح مرجعا لجميع الأطراف فى هذه المرحلة .. وأمام الاجتماع اشترط الجربا مجموعة من الخطوات لإنجاح مؤتمر جنيف 2 وقال إن هذه الخطوات تتمثل فى السماح بمرور كافة قوافل المساعدات الإغاثية للمناطق المحاصرة فى كامل الأراضى السورية ،والسماح بمرور وتسهيل عمل العاملين فى منظمة الصحة العالمية أو من تفوضهم فى مناطق انتشار الأمراض والاوبئة فى سوريا والقيام بحملات التلقيح للأطفال،والإفراج عن المعتقلين والمختطفين،ووقف القصف العشوائى للمدنيين باستخدام الطيران الحربى والأسلحة الصاروخية والقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة، وشدد الجربا كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على أن جدية المفاوضات ونجاحها فى مؤتمر جنيف تستوجب مجموعة من العوامل ، أهمها إعلان الأمين العام للأمم المتحدة والدول الراعية وجميع الأطراف المعنية التزامها الواضح بالتوصل إلى تطبيق كامل لبيان جنيف 1 وإعلان النظام قبولها ، بأن هدف المؤتمر هو نقل السلطة كاملة إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكامل السلطات والصلاحيات بما فيها السلطات الرئاسية التى ينص عليها الدستور السورى الحالى . على ضرورة اعتماد الأطراف المعنية بإعلان جنيف 1- الذى يؤكد أن هيئة الحكم الانتقالية هى المصدر الوحيد للشرعية والقانون فى سوريا واى انتخابات يجب ان تنظم من قبلها فى اطار عملية الانتقال السياسى للسلطة . ولفت إلى أنه ليس لبشار الأسد ولا يمكن أن يكون له أى دور فى المرحلة الانتقالية وما بعدها واستبعاد جميع مسؤولى النظام المتورطين فى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتحويلهم للجهات القضائية لمحاكمتهم . وطالب الجربا بانسحاب القوات الأجنبية الغازية وعلى رأسها الحرس الثورى الإيرانى وميليشيات حزب الله وابو الفضل العباس العراقى وغيرها من كافة الأراضى السورية ، مشددا على ضرورة أن يكون الاتفاق ملزما وواجب التنفيذ ويصدر بقرار ضامن من مجلس الأمن الدولى فى إطار زمنى محدد لا يتجاوز الربع الأول من العام 2014 لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات والصلاحيات وطالب الجربا الدول العربية بالإسراع بتزويد المعارضة السورية بالسلاح متعهدا بتقديم كل الضمانات بألايصل إلى الأيدى الخطأ ومن جانبه شدد د. الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على أن دور الجامعة العربية سوف يستمر دورا محوريا ومركزيا فى التعامل مع مستجدات الأزمة السورية وصياغة خطوات الحل التفاوضى استنادا إلى البيان الختامى لاجتماع «جنيف 1» ، والذى يضمن إطلاق عملية سياسية تفاوضية تؤدى إلى بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مهام المرحلة الانتقالية، مؤكدا ضرورة توفير كل الدعم للائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية لحثه وتشجيعه على المشاركة فى مؤتمر «جنيف 2» ، وكذلك دعم موقفه التفاوضى المطالب بالغطاء العربى لمشاركته فى الإطار المطلوب لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمى للأزمة السورية عبر مؤتمر «جنيف 2».