كشف الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى المنحل عن كواليس الساعات الأخيرة قبل الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الجاري، فيما وصفه ب "شهادة للتاريخ حول اللحظات السابقة لما أسماه "الانقلاب العسكري"، الذي أطاح بالرئيس المنتخب، لافتًا إلى أنه تعند عدم الحديث عن هذه اللحظات حتى تحدث الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في خطابه أمس الأول كشاهد على رغبته في حل الأزمة. وقال فهمي إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا في الساعة العاشرة صباحًا "يوم الانقلاب" من اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون الدستورية، وسأله حول ما سيقوله الفريق السيسي للناس حينما يتحدث إليهم، وهل سيعتذر عن المهلة التي سبق وأن أعلنها للقوى السياسية، ويترك لها أن تتصرف مع بعضها البعض، "فأخبرته بأنني لا أعلم ما سيقول لأني لم أقابله، فتم تحديد موعد للقائه الساعة الحادية عشرة". وتابع: "ذهبت للقاء السيسي فسألني: ماذا تريد أن تبلغني به"؟ فقلت له: أنت الذي اتصلت بي، فماذا تريد أن تقوله لي؟، فرد: "نحن نريد إجراء استفتاء على الرئاسة خلال أسبوعين أو ثلاثة"، فنبهته إلى أن هذه مهلة قصيرة وقد يترتب عليها فراغ، وطالبته بتشكيل وزارة يكون هو على رأسها؛ بالإضافة لاحتفاظه بحقيبة الدفاع وبعدها يتم إجراء انتخابات برلمانية في وجوده وفي ظل ثقة الأغلبية ويترتب عليها انتخابات مجلس النواب تشكيل حكومة من حزب أو أحزاب الأغلبية، وبعدها تتم الدعوة إلى استفتاء على الرئاسة أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبذلك نتفادى حالة الفراغ. وتابع رئيس مجلس الشورى المنحل: "اعتبر وزير الدفاع أن ما عرضته عليه طويلاً"، قائلا: "نحن نريد إجراء استفتاء في أسبوعين أو ثلاثة وهنا وجهت الحديث إليه: إنك رجل استراتيجيات ولابد من وجود بدائل وخيارات وليس خيارًا واحدًا. وقال فهمي إنه رد قائلاً بأن "هذا الحل غير مرضٍ، وإن صور المظاهرات التي نشرت في الصحف كانت صور مظاهرات المعارضة ولم تنشر صور مظاهرات التأييد للشرعية الدستورية". وواصل فهمي شهادته بالقول "توجهت للسيد الرئيس وعرضت عليه ما دار بيني وبين الفريق السيسي، فوافق على كل ما جاء في عرضي عليه حرصًا على استقرار البلد بوجود البرلمان والحكومة أولاً". وأردف: "بعدها اتصلت باللواء شاهين وأخبرته بما دار بيني وبين الرئيس وموافقته على العرض الذي ينشئ البرلمان والحكومة أولا ثم يتم الاستفتاء على الرئاسة أو الانتخابات الرئاسية المبكرة، وطلبت منه توصيل هذا الكلام للفريق السيسي، فوعد بذلك". وأشار إلى أنه كان ينتظر ردًا من الفريق السيسي إلا أنه فوجئ بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالشرعية فعطل الدستور واختطف الرئيس وأخفاه حتى الآن ثم أصدر قرارًا باطلاً بحل مجلس الشورى.