تحاول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) استخلاص العبر من إخفاقاتها بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، وتواجه اليوم اختبارا جديدا حاسما وهو تقييم البرنامج النووي الإيراني. وواجهت سي آي أي انتقادات لفترة طويلة بأنها "أخطأت" بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق التي استعملتها الولاياتالمتحدة مبررا لتسويغ غزو ذلك البلد في مارس/آذار 2003 الذي تحل ذكراه السنوية العاشرة خلال أيام. وفي الأشهر التي سبقت غزو العراق، اعتبرت سي آي أي وأجهزة الاستخبارات الأميركية الأخرى أن النظام العراقي على وشك امتلاك أسلحة نووية ويملك مخزونات من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. والنتيجة التي وصلت إليها الاستخبارات أيدت موقف البيت الأبيض من أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يشكل تهديدا ويجب أن يطرد من السلطة بالقوة. وفي نهاية المطاف كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية "مخطئة في كل تقييمها تقريبا لفترة ما قبل الحرب بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق"، كما جاء في تقرير التحقيق الرسمي سيلبرمان روب. " تقرير التحقيق الرسمي سيلبرمان روب: المعلومات التي جُمعت لم تكن قوية والتحاليل غير صائبة والنتائج ترتكز على فرضيات مغلوطة ومن دون أدلة " فرضيات مغلوطة وجاء في التقرير الصادر عام 2005 أن المعلومات التي جُمعت لم تكن قوية والتحاليل غير صائبة والنتائج ترتكز على فرضيات مغلوطة ومن دون أدلة. وقال إن النتيجة "شكلت إحدى ثغرات فشل الاستخبارات الأشهر والأكثر إساءة في التاريخ الأميركي الحديث". وحين لم يعثر الأميركيون على شيء بعد اجتياح العراق، تبين أن حجة الحرب لدى واشنطن كانت من دون أساس، مما أثار استياء دوليا. وقال بريان جنكينز الخبير في المعهد البحثي الأميركي راند كوربوريشن "ذلك سبّب لنا ضررا دائما"، مضيفا "لقد أدى إلى تقويض مصداقية الاستخبارات الأميركية في هذه المجالات بشكل كبير". وبعد عشر سنوات على هذا الإذلال، حاولت وكالات الاستخبارات الأميركية ال16 تعزيز قدراتها على جمع المعلومات ووضعت إجراءات تحقق في عمل التحاليل، كما يقول مسؤولون سابقون في سي آي أي. وقال المحلل السابق لسي آي أي لشؤون الشرق الأوسط بول بيلار الذي يدرس حاليا في جامعة جورج تاون "لقد استخلصنا العبر". ويرى بعض الجواسيس السابقين والمشرعين أن وكالات الاستخبارات ليست الوحيدة في دائرة الاتهام لأن المقربين من الرئيس السابق جورج بوش كانت لديهم خطة جاهزة بغض النظر عما سترفعه أجهزة الاستخبارات من نتائج. وقال بول بيلار "القول إن كل العملية لم تتأثر بالجو السياسي ليس دقيقا على الإطلاق"، مضيفا "لم يستخدموا تقريبا معلومات الاستخبارات إلا وسيلة لدعم حملة الترويج" للحرب. وخلصت التحقيقات الرسمية إلى أن عمل الاستخبارات لم يتم تسييسه، لكن هذه المسألة تبقى موضع جدل كبير. "