لم يكن خروج الزمالك من بطولة الأندية الأفريقية الأبطال هو فقط ما أحزن المصريين بالأمس بل كان المنظر المخزي في ستاد القاهرة قبل نهاية مباراتهم مع الافريقي التونسي يؤكد أن هناك من يحاول سرقة فرحة المصريين بثورتهم الكبيرة وان تصرفات الصغار قد تؤدي إلي كارثة للكبار وهو الأمر الذي دعي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بالاعتذار رسميا عما حدث في من جماهير الالتراس الذين دخلوا الملعب واعتدوا علي لاعبي تونس والحكام الجزائريين وظهرنا بصورة سيئة . كل المصريين يطالبوا بوقف هذه المهازل فورا لان مصر اكبر من هذه التصرفات الصبيانية المراقب رصدت 10 مواقف كارثية داخل الإستاد تجعلنا نتسأل من المسئول عن هذه الفضيحة . المشهد الأول كان مشهدا بديعا في مداخل ومدرجات ستاد القاهرة قبل وأثناء مباراة الزمالك والإفريقي التونسي ..لكنك تتساءل .. ما هذه "السلاسة والتساهل الأمني" ..أعداد قليلة من الشرطة تتواجد علي المداخل ..لا "تفتيش ولا رقابة " ولا سؤال ولا حديث عن "مفرقعات وشماريخ وزجاجات معدنية .. الشرطة اكتفت ب"تنظيم المرور" وتوجيه المواطنين إلي بوابات الدخول ..بينما كان يتولي بعض المدنيين العاملين وامن نادي الزمالك بالإستاد بالتأكد أن كل من يدخل يحمل تذكرة تمنحه الدخول. المشهد الثاني .سيارات الأمن المركزي كانت تنتشر أمام البوابات وبداخلها أعداد من المجندين الذين يشعرون أنهم في راحة أو أجازة وليس في مهمة تامين أول مباراة تقام علي ارض الإستاد بعد ثورة "25 يناير".."وسط مدرجات الإستاد لا تجد أي من رجال الأمن الذين ليشعروك إن هناك من يراقبك وينتظر خروجك عن القانون لكي يقبض عليك..وزارة الداخلية المتمثلة في مديرية امن القاهرة أكتفت فقط بصفوف من المجندين الذين يرتدون الملابس الرياضية بالجلوس في الصفوف الأمامية ولكن ضعفهم الشديد وعدم استعدادهم لمواجهة أي أعمال شغب كان يظهر عليهم بوضوح. المشهد الثالث .مع بداية المباراة كانت الشماريخ "تنذر" ب"مشهد كارثي" ،6 مجندين فقط تابعين للدفاع المدني كانوا هم من يتولوا منع أي وصول تلك الشماريخ إلي أرض الملعب باستخدام طفايات الحريق و"جردل رمل"..لم يصعد أي من الضباط المسئولين عن عملية التامين للقبض علي أي من الخارجين عن القانون ولمنع الآخرون من إشعال الشماريخ مرة أخري. المشهد الرابع :"بعد نصف الساعة الأولي من المباراة ظهر 3 من ضباط الأمن المركزي وبصحبتهم احد قيادات مديرية أمن القاهرة طافوا ارض الملعب وهم يتشاورون في أمر ما ويوجهون أنظارهم تجاه مدرجات الدرجة الثالثة اليمين التي كان يسيطر علي مشجعي "الوايت نايتس _الالتراس " وبعد دقائق دخلوا خرجوا من خلال احدي الممرات إلي خارج الملعب ولم يظهروا من جديد الا بعد اندلاع أحداث الشغب. المشهد الخامس :التحول جاء في الدقيقة 93 من عمر المباراة ..كانت دقيقتان تفصلان عن صافرة الحكم الجزائري محمد بشاري والذي الغي هدفا بداعي التسلل ولم يعترض أحدا لصحة القرار سبقها سقوط ل"ابوكنيه " مهاجم الزمالك ومطالبات بركلة جزاء . المشهد السادس : فوجئ الجميع بشاب عاري الجسد يرتد "بنتاكور" ويهرول داخل الملعب وتبعه 4 و5 و10 ليصل العدد في دقائق معدودة إلي قرابة 8 آلاف في ملعب ستاد القاهرة ..تبدأ بعدها رحلات "الكر والفر" هذا يطارد لاعبي الفريق الضيف..ويسقطه أرضا لتبدأ رحلة الضرب والركل واللعن وتمزيق الملابس . المشهد السابع :مشجعون يضربون المحترف التشادي بقطعة خشبية وأخر يهرول خلف رجل شرطة ..ورجل شرطة يمسك خشبة ويطارد بها "القافذين " إلي الملعب وهو يردد ارجع يالا ..ارجع ..امسك ده ..ويقلون القبض على البعض منهم ويلقونه في ممرات أسفل المدرجات . الأمر لم يتوقف ..واختلطت الأمور ..بعض لاعبي الزمالك يقفون للدفاع عن لاعبي الافريقي ويدفعون ب"القافذين الغاضبين " دون فائدة ..الجمهور الغاضب يحاول ضرب ابوكنيه ويتجه إلي لاعبي الفريق الضيف وينهال عليهم ضربا ..بالرجل واليد والقطع الخشبية. المشهد الثامن :"الأيادي تمتد إلي اللوحات الإعلانية ومقاعد البدلاء والمرمى والشباك والرايات الركنية ..وتنتهي ب" التحطيم المباشر " الأخشاب الموجودة في اللوحات الإعلانية تحولت إلي أدوات ضرب في يد " الغاضبين " ضد لاعبي الفريقين وحكم المباراة ..نجيله ستاد القاهرة لم تخلو من الاعتداء ..البعض نزل إلي أرضية الملعب ل"يلتقط صور" له في هذا الحدث . المشهد التاسع : مشجعون حاولوا حماية اللاعبين والحكم وكونوا حولهم دوائر لمنع الاختراق ..الضرب امتد إلي الجالسين في مقاعدهم ..القي عليهم "الجمهور الغاضب " بزجاجات فارغة وأخشاب مع "وصلة شتائم " ..لاعبو الفريق الضيف يحاولون الهرب ..يجدون الأبواب إلي غرف خلع الملابس مغلقة ..يقفذون على سور حديدي ليدخلوا إلي ممر يقدوهم إلي تلك الغرف وهم يرتعشون والبعض منهم خرج من الملعب عاريا يستعطف من حوله ولسان حاله يقول :" إحنا آسفين ..إحنا آسفين ..بس طلعونا من الملعب ..إحنا إخوانكم . المشهد العاشر : قوات الجيش تنزل إلي ارض الملعب ..ليهرول المئات من الجمهور إلي المدرجات ومنها إلي البوابات الخارجية ويخرج الضيوف وطاقم التحكيم في حراسة الجيش .خرجوا في مشهد لم يكن فيه الأمن كافيا لمواجهة الجمهور الغاضب ..ولا مقاومته ..الأعداد القليلة والتراخي جعل من هذا الأمر "مستحيلا" ..لواء شرطة على ارض الملعب بعد الهدوء سألناه :" ماذا حدث " ..رد بهدوء :" مش هي دي الحرية اللي عايزينها .." قلنا لها :" هذه منشأة عامة وأرواح مسئولة من رجال الشرطة " قال بهدوء أكثر :" كان لابد أن تكون هنا لجان شعبية تفتش " ..قالها ونادي على ضابط بجواره :" خلاص " ..ورد الأخير :" لسه ".