حدثت الكارثة واندفعت موجات جماهيرية من مشجعى الزمالك إلى أرض الملعب قبل نهاية لقاء الزمالك والأفريقى فى إياب دور ال32 من بطولة دورى أبطال أفريقيا لتضع مستقبل الكرة المصرية في مواجهة المجهول. وانطلقت أعداد غفيرة من جماهير الزمالك تجاوزت الثلاثة آلاف إلى أرض الملعب فى محاولة للنيل من الجزائرى «محمد مكنوز» حكم اللقاء بالإضافة إلى لاعبى الأفريقى التونسى. لمن يتحفز لضربه هذا الفتى وقد تعرض ستة من لاعبى الأفريقى لإصابات ما بين بسيطة ومتوسطة ودون حكم المباراة الجزائرى ذلك وقد شهد ستاد القاهرة حالة غريبة من الانفلات الأمنى الذى لم يسبق له مثيل من قبل. وبعد أن وصل الكثير من الجماهير المندفعة نحو ملعب المباراة حاملين الأسلحة البيضاء والعصى والهراوات فى محاولة لإرهاب من فى الملعب بسبب حالة الغضب من نتيجة اللقاء التى أخرجت الزمالك من البطولة إلى جانب عوامل أخرى قد تكون غير مكشوفة. ثم قام بعض الجماهير بتخريب العديد من المنشآت داخل ستاد القاهرة بالإضافة إلى امتداد أعمال الشغب إلى خارج الملعب وتحطيم عدد من السيارات الخاصة والعامة وإشاعة الفوضى والخوف فى قلوب باقى الجماهير. أيضاً حطمت بعض الجماهير اللافتات الدعائية المحيطة بأرضية الملعب وقاموا بنزع العصى منها لاستخدامها فى أعمال الشغب وحسب شهود العيان الذين سردوا ماحدث داخل أرضية ستاد القاهرة. قال المغربى «محمد باحو» مراقب اللقاء إنه وفقاً لقوانين الاتحاد الأفريقى فإن بطل تونس يعتبر فائزا بهدفين كنتيجة اعتبارية كذلك فان «الكاف» سيفرض عقوبات على الزمالك قد تمتد إلى الفرق المصرية بعدم إقامة المباريات على أرضها، وبسبب عدم القدرة على فرض الحماية الأمنية على المباريات التى تقام على الأراضى المصرية. وقد أجرت «صباح الخير» اتصالا هاتفياً باللواء «عصام صيام» رئيس لجنة الحكام لبحث الإجراءات المتوقع أن تحدث من الحكام والمراقب ومدى خطورة ماحدث على الكرة المصرية حيث أشار إلى أن التقرير الذى سيقدمه حكم اللقاء وكذلك المراقب سيحدد بشكل كبير مدى العقوبة التى سيتعرض لها الزمالك، وعلى خلفية أحداث المباراة. وقال «صيام» إنه أرسل كلا من «ياسر عبد الرؤوف» و«سمير عثمان» الحكمين الدوليين إلى طاقم الحكام الجزائرى الذى أدار مباراة الأفريقى والزمالك لكى يقدموا لهم الاعتذار عما بدر من عدد من الجماهير، وأيضا اصطحابهم إلى مكان آمن بعيد. ويخشى «صيام» من قيام الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بفرض عقوبات على ستاد القاهرة بعدم إقامة مباريات فيه لفترة طويلة وهو ما سيسبب الضرر للكرة المصرية بوجه عام. وصرح المستشار «جلال إبراهيم» رئيس نادى الزمالك أنه يقدم اعتذاره عما بدر من عدد من الجماهير التى شهدت لقاء الزمالك والأفريقى، وأن النادى هو المتضرر الأكبر من هذه الأحداث ولا يمكن لجماهير الزمالك الحقيقية أن تقوم بمثل هذه الأحداث التى من شأنها أن تؤثر بالسلب علي مسيرة الفريق الذى تشجعه. ووجه «خالص اعتذاره للفريق التونسى شعباً وحكومة عما حدث داخل ستاد القاهرة. وأشار بأنه فور قيام الجماهير باختراق أرض الاستاد ترك الملعب بشكل سريع وتوجه إلى منزله وقام بإجراء العديد من الاتصالات مع أعضاء مجلس الإدارة والمسئولين عن اللعبة فى مصر لبحث الأوضاع الراهنة، وتلك المشكلة التى تسببت فيها الجماهير. شباب وعصى واسلحة من كل نوع واعتبر «إبراهيم» ماحدث لا يمت بصلة إلى نادى الزمالك وأن هناك أحداثا تدل على أن الأمر خرج من مجرد مباراة كرة قدم مثل نزول عدد من الجماهير، وهى تحمل الأسلحة البيضاء، وهى أمور من شأنها أن تضع فاعليها تحت طائلة القانون الجنائى والعسكرى باعتبار أن مصر الآن فى حالة طوارئ. وعلى جانب آخر جاءت تعليمات من مجلس الوزراء بضرورة فتح أبواب التحقيق فى أحداث الشغب التى وقعت فى ستاد القاهرة وتحديداً وزارة الداخلية باعتبارها الجهة المنوطة بتأمين المباراة بالإضافة إلى تعهدها السابق بتأمين المباراة من كل جوانبها حتى تخرج إلى بر الأمان وهو ما لم يحدث. وتجرى تحقيقات موسعة منذ انتهاء المباراة، وحتى لحظات كتابة هذه السطور مع بعض موظفى ستاد القاهرة كذلك فإن هناك تصريحات للواء عبد العزيز أمين رئيس هيئة ستاد القاهرة بشأن معرفته بأمر بعض الأشخاص الذين حضروا إلى الاستاد فى العاشرة صباحاً وقفزوا من خلف أسوار الأستاد وقاموا بتكسير أقفال البوابات، وجارى حاليا معرفة موعد إحاطته بهذه المعلومات وماهى الإجراءات التى تم اتخاذها فور تلقيه هذه المعلومات. وقد تدخلت القوات المسلحة فى الوقت المناسب، والتى لولاها لتطورت الأحداث بشكل مخيف حيث أرسل المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعزيزات فورية إلى ستاد القاهرة لتأمين خروج طاقم الحكام ولاعبى فريق الأفريقى التونسى والجهاز الفنى والإدارى والطبى وكذلك الجماهير التونسية، وتأمينهم حتى يعودوا سالمين إلي مقر إقامتهم قبل مغادرتهم مصر فى طريقهم إلى بلادهم. أيضاً قامت القوات المسلحة بفرض حماية للبعثة التونسية، وهى فى طريقها إلى المطار ورافق البعثة عدد من ضباط القوات المسلحة داخل الحافلة بالإضافة إلى محاصرة المدرعات والدبابات وسيارات الجيش والأمن المركزى للبعثة حتى وصولهم إلى مطار القاهرة الدولى. وقامت أيضا القوات المسلحة بالقبض على عدد من المشاغبين والتحقيق معهم بشأن أحداث الشغب وإثارة الفوضى وتعريض حياة المتواجدين للخطر داخل أرض الملعب ثم إظهار الحقيقة للرأى العام. وصرح فيما بعد «محمد عبيد» الخبير باللوائح الدولية أن الاتحاد الأفريقى من المحتمل أن يراعى الحالة الأمنية السيئة التى تعانى منها مصر بعد ثورة 25 يناير وسيضع ذلك فى الاعتبار قبل إصدار أية قرارات تأديبية أو عقوبات فى حق نادى الزمالك والكرة المصرية. وأشار «عبيد» إلى أن الإصابات التى حدثت للاعبى الأفريقى إذا تم تدوينها أو إقرارها فى تقرير الحكم والمراقب فإن العقوبات سيتم تغليظها بالنسبة لنادى الزمالك. وقال «مجدى عبد الغنى» عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة بشأن أحداث مباراة الزمالك والأفريقى التونسى: إن هناك أشخاصا معينين كانوا وراء هذه الاعتداءات ويجب التحقيق فيها ومعاقبة الذين تسببوا فيها أو من الذى كان يقف وراءها خاصة أن وسائل الإعلام أشارت إلى أن هناك شخصية رياضية تقف وراءها تحرض جماهير الزمالك للنزول إلى أرض الملعب إذا قاربت المباراة على الانتهاء وكان موقف الزمالك معقدا جداً فى هذه اللحظات الحرجة، وكان على شفا الخروج من البطولة الأفريقية. وأكد «عبد الغنى» أن الأحداث ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الكرة المصرية خاصة أن الموقف الأمنى غامض حتى الآن خاصة أن انتهاء الموسم الكروى بهذا الشكل سيؤثر على المنتخبات الوطنية بصورة كبيرة. ويحسب لأجهزة الدولة تعاملها مع الأزمة حيث قام رئيس الوزراء عصام شرف والمجلس القومى للرياضة واتحاد الكرة المصرى وإدارة نادى الزمالك بالاعتذار السريع والفورى للأشقاء فى تونس مما ساهم بشكل كبير فى عدم تفاقم الأزمة، كذلك فإن تفهم الجانب التونسى للموقف والظروف الحالية التى تمر بها مصر أنهى الأزمة مبكراً خاصة ماقام به الدكتور «نبيل العربى» وزير الخارجية من اتصال بنظيره التونسى لتقديم الاعتذار جعل حدة الأزمة تهدأ حيث تعلمت أجهزة الدولة من أزمة الجزائر التى حدثت من قبل، وقد أبدى الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) انزعاجه عبر موقعه الرسمى على شبكة الإنترنت من الأحداث التى شهدتها مباراة الزمالك والأفريقى التونسى حيث نقل جانباً من تلك الأحداث التى دارت على أرض ستاد القاهرة وحذر من تكرارها فى أى من الدول الأعضاء حتى لا تكون العقوبات قاسية