أكد الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير أنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية فور الإعلان عن فتح باب الترشح لتكون هذه المرة الأولي التي يعلن فيها البرادعي عن نيته في المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية منذ رحيل الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم ، بالرغم من إعلانه عن عدم ترشيح نفسه في الانتخابات يوم 11 فبراير حيث قال وقتها أنه أنجز مهمته ولن يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية مما يراه البعض تضاربا في التصريحات يعكس مزيدا من الغموض ناحية البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام . وقد أعلن الدكتور محمد البرادعي بالأمس في حوار له مع قناة أون تي في عن نيته في ترشيح نفسه رئيسا لمصر في انتخابات الرئاسة التي من المتوقع إجراؤها نهاية العام لكنه شدد في حواره علي ضرورة إعداد دستور جديد بالكامل بدلا من التعديلات المؤقتة المقترحة الآن ليؤكد بذلك وللمرة الأولي عن ترشيح نفسه رسميا منذ الإطاحة بالرئيس السابق مبارك في ثورة 25 يناير الشعبية . وحول بعض القضايا المعروضة ومنها تعديل الدستور والفوضي التي نعيشها الآن وغيرها من الأمور تحدث البرادعي رافضا التصويت علي التعديلات الدستورية المقرر لها يوم 19 مارس الجاري وتحدث عن جملة من الإصلاحات في مصر والتي يري كثيرون أنه لا يمكن تحقيق مثل تلك الأطروحات التي عرضها البرادعي في عدة سنوات وجيزة ستكون وقت حكم من سيأتي رئيسا للجمهورية . وفي تعليق له علي تصريحات البرادعي قال محمود العسقلاني رئيس حركة مواطنون ضد الغلاء أن هذا كلام استباقي الهدف منه معرفة وجس نبض المواطنين حول موقفهم من الترشح للانتخابات وأنه من غير المنطقي أن يتحدث البرادعي وغيره من المرشحون المحتملون لانتخابات الرئاسة القادمة في الوقت الذي نبحث فيه عن بناء دولة وإعداد كيان ونظام جديد للبلد هو الآن غير موجود ، فهؤلاء المرشحون مرشحون لرئاسة دولة وليس لرئاسة مجلس إدارة شركة ، ولو كانت شركة فكان من المنطقي البدء في تكوين وتأسيس نظام وهيكلة الشركة وفي النهاية يأتي رئيس مجلس الإدارة . وأضاف إنه بالرغم من احترامه لكل الأسماء المطروحة للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة إلا أنه يدعوهم جميعا أن يتكاتفوا الآن لإعادة بناء الدولة وحمايتها من الأخطار المحيطة بها في كل مكان ، وإن كانوا جادين بالفعل فيجب أن يتكاتفوا ويقفوا صفا واحداً لإعادة بناء الدولة وبعدها ليترشح من يترشح وعلينا يكون الاختيار بين الأنسب والأقدر علي تحقيق ما نريده في الفترة المقبلة ، فالدولة الآن ضعيفة وتنهش فيها الفتن سواء من الداخل أو الخارج ، كما أن أصحاب المصالح لا زالوا يحاولون وأد الثورة والقضاء علي مكاسبها وهذا ما نريد أن نواجهه بكل حزم وشدة في الفترة الراهنة . كانت محاولات الإصلاح في مصر قد بدأت منذ خروج بعض الدعوات لتعديل الدستور ليسمح بانتخاب رئيس الجمهورية بدلا من الاستفتاء عليه وبالفعل تم تعديل الدستور وسمح بمشاركة الأحزاب في الانتخابات إلا أن ذلك التمثيل جاء تمثيلا هزيلا بخلاف المرشح أيمن نور الذي نافس الرئيس السابق مبارك وحصل علي مركز الوصيف ليعاقب علي فعلته ويلقي خلف الأسوار لأربعة سنوات منذ 2005 ، وقتها ظهرت حركة كفاية لتقول للرئيس المخلوع يكفيك ما مضي ولا ترشح نفسك مرة أخرى للانتخابات لكنه لم يستمع لذلك . يوما بعد يوم بدأت الحركات الاحتجاجية تتزايد في الشارع المصري حتى جاء الدكتور محمد البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام في 19 فبراير2010 بعد ثلاثين عاما قضاها في الخارج كان منها 12 عاما في منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، حيث جاء البرادعي حاملا رياح التغيير في مصر وبدأ رؤساء الأحزاب القائمة وقتها يدعونه للترشح لانتخابات الرئاسة عنها لكنه رفض وقال بصراحة أنه جاء للتغيير وليس لتمثيل دور كومبارس في مسرحية انتخابات جديدة للحزب الوطني . وقتها دعت حركة كفاية البرادعي لتشكيل جمعية وطنية من مختلف القوي الوطنية يكون هو رئيسها لكنه تحفظ في البداية علي رئاسته إلا أنه قبل بعد ضغوط الكثيرين ممن حوله وتم الإعلان عن تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير لقيادة حركة المعارضة في مصر ولم يكشف وقتها البرادعي عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة قائلا أنه لا يريد مجرد فكرة الترشيح لكنه يريد تعديل الدستور ليتيح المساواة وضمان النزاهة بين المرشحين لانتخابات الرئاسة . تعرض البرادعي وقتها لمضايقات جعلته يغادر البلاد عدة مرات ويرسل كلماته عبر رسائل علي حسابه علي موقع تويتر وعبر الفيسبوك مما عرضه لحالة من الهجوم من الكثيرين الذين رأوا فيه صورة متطابقة من الإمام الخوميني الذي كان يدير الثورة الإيرانية من الخارج ولم يعود لإيران إلا بعد نجاح الثورة فعاد ليجني ثمارها .. هذا ما كان يراه البعض . مراقبون للأحداث انتقدواأيضا البرادعي لغيابه عن الثورة المصرية بداية من يوم 25 يناير وعدم عودته للقاهرة إلا ليلة السابع والعشرين من الشهر نفسه وإن كانت مشاركته ومشاركة جماعة الإخوان المسلمين في جمعة الغضب جعلت الحشود تملأ الشوارع إلا أنه لم يسلم من الهجوم خاصة ممن تواجدوا في الشوارع منذ بداية الثورة وذاقوا الأمرين من الشرطة والأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب .