نلاحظ جميعآ في الآونة الأخيرة أنحدار ملحوظ في مستوي الإنتاج الفني الهادف ، سواء علي شاشات السينأو التلفاز ، وهذا الأمر قد يثير في النفس شيئآ من الحسرة والتعجب ، فقد نتحسر علي المستوي الدنيئ الذي وصل إلية الذوق الفني في مجتمعنا ، حيث أصبحت شركات الإنتاج ينصب أهتمامها فقط علي الربح المادي دون الألتفات لما يغرسونة في عقول الأجيال الواعدة ، فهم يسقطون سهام التخلف والفراغ الفكري والثقافي والإجتماعي في عقل وقلب وروح جيل كامل ، دون الوعي بمخاطر هذا الأمر علي مصلحة الوطن ، وإن جاز لي التعبير الحقيقي فهم يدركون الأمر جيدآ ولكن مصالحهم الشخصية والمادية تجعلهم يهربون من أمام المرآة سريعآ ، حتي لا يدق ضميرهم ولو للحظة ، والدليل ما نجدة الآن علي شاشات السينما من قصص غير هادفة ، وألفاظ تلوث مسامع المشاهدين ، وأغاني شعبية دون المستوي ، وقيم لا تناسب سوي السفهاء فقط ، كل هذة السهام الملعونة أصبحت تغرس بنا كل يوم ، وكل ساعة ، وكل ثانية ، فإذا ذهبت للسينما سوف تجد ما يحرق عقلك النامي ، ويفسد بصرك ، ويلوث سمعك ، ويخدش حيائك الفطري ، ويبدد قيمك ، وإذا جلست أمام التلفاز سوف تجد في كل فاصل ما يجعل نفسك يصيبها الذهول والأندهاش من كثرة ما تجدة من إعلانات لأفلام تافهة ودون المستوي الفكري والثقافي البناء ، وإذا ضغطت علي زر التحكم لتشاهد مسلسل تجد ما يدهشك من ألفاظ غير لائقة تصل لدرجة السب الصريح أحيانآ ، والمخجل حقآ عندما تجد طفلك يرددها مبتهجآ دون وعي ، وتجد أبنك وأبنتك يتغنون بما لا يسر مستندآ لما يراة في الأفلام ، فما الحل ؟؟ فها هو الفن ؟؟ وهذة هي الرسالة الفنية الهادفة التي نود توصيلها لمجتمع علي حافة الأنهيار الأخلاقي والثقافي والإجتماعي ؟؟ هل هي رسالتنا الرقص والطبل والزمر ؟؟ أين هو الفن البناء ؟ أين هي أفلامنا القديمة الهادفة ، التي كانت تغرس القيم في مجتمعنا ؟ مثل " لا تسألني من أنا ، الخروج من الجنة ، الطريق إلي إيلات " أين الأغاني الجميلة التي كان يرددها المارة في الشوارع باللغة العربية ، مع أرقي الكلمات وأروع الألحان ؟؟ مثل "أغاني عبد الحليم والأطرش وعبد الوهاب ووردة في الأفلام التي شاركوا في تمثيلها " أين الأفلام القديمة التي ما زال أجيالها ينتظرونها إلي الأن مبتهجين ليعلموا أولادهم منها الحكمة ، العادات والتقاليد القيمة ،الأخلاق الرفيعة والذوق الفني المتميز ؟؟ وهنا علينا أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ونسأل " ماذا سيتعلم أولادنا اليوم في ظل هذا الفن الهابط ؟ " وقد تم الأستشهاد برأى الناقدة الفنية والأدبية " سامية كامل " وهي تؤكد " أن كتاب السناريو يفتقدوا الثقافة ولديهم أضمحلال فى الرؤى والتخيل ،لأن السنيما تنقلنا من الواقع بآلامة و معاناتة إلى عالم أفضل أو تضع حلآ لمشاكلنا ، ولكن يتحمل المسئولية فى هذا الذوق الهابط المنتج وكاتب السناريو ، لأن المنتج يعطى قماشآ لكاتب السناريو ويطلب منة تفصيل ثوبآ يدر علية أموالآ طائلة ، وأضافت أن " السنيما هى الفن السابع فإذا كانت الكتابات لها مضمون وهدف تظل باقية مدى العصور والدليل على ذلك فيلم صلاح الدين و بين القصرين ،هذة الكتابات منها من أستقى من روايات عربية أو إبداع لكتاب السيناريو مثل على الزورقائى ، يوسف جوهر وأسامة أنور عكاشة ،هؤلاء يظل التاريخ يذكرهم ولهم بصمة فى عالم السينما والدراما ، لأنهم كانوا يعيشون الواقع ثم يصيغونة بأسلوب راقى " ، وأوضحت أنة " عندما أصبح المنتج بائع للخراف فكل ما يطمع إلية أن يشترى قطيع من البقر والجاموس ، والشق الثالث نجوم الصف الأول تنازلوا عن مكانتهم عند الجمهور فى مقابل ما على الرغم لو نظرنا لرواد السينما المصرية ، نجد أنهم كانوا يتخيرون أدوارهم مهما مرت بهم من مصاعب مادية " وفي ختام حديثها أشارت الناقدة " سامية كامل " إلي أن " أفلام المهرجانات لا يقبل عليها إلا الخاصة من المجتمع والمثقفين ، لذلك لا نجد إقبالآ عليها مثل أفلام العنب العنب ، ونأمل فى ظل الجمهورية الجديدة أن يكون لدينا فكر سينمائى مثلما كان فى الستينيات يوعى الشعب ولا يغيبة لأن رجال مبارك كانوا يطلبون من كتاب السيناريو تفصيل أفلام لبلبلة الفكر وصرف نظرة عن مساؤى المجتمع ، وتشوية صورة رجال الدين ، وأتهامهم بالخيانة والتخريب " .
وفي الختام أود أن أوجة قلمي برسالة خاصة لكل شركة إنتاج وممثل له تاريخ ساعدة علي أن يحتل في قلوبنا مساحة كبيرة من الحب والتقدير ، وكل وجة جديد علي الساحة الفنية ، أتقوا الله في جيل واعد ، نأمل أن يكونوا ثمرة أمل في مستقبل أفضل ، وعليكم جميعآ أن تعلموا أن المستقبل الأفضل ماهو إلا فكر واعي ورشيد ، وأخلاق في الرقي تشيد ، ولابد أن تدركوا جيدآ أن الرسالة الأولي للفن الهادف هي تعميق الفكر ونضجة ، عليكوا أن تتقوا الله فينا وفي أنفسكم ، فنحن نأمل في اليوم الذي نجلس فية أمام الشاشات لتثقل الأخلاق والقيم والمبادئ ، ولنعرف تاريخنا العريق ، لندعم ثقافتنا ، لنصبح مجتمع أرقي ، نأمل أن يأتي اليوم الذي نفخر بالفن أمام العالم لنعرفهم من نحن ؟ لنعكس لهم بصورة واقعية ديننا وأخلاقنا وفكرنا وثقافتنا وعادتنا . أيها المنتجين والمنتجات ، الفنانين والفنانات ، المطربين والمطربات ،نحن نريد أن نسعد بحصاد ثورتنا علي كافة المستويات ، السياسية والأقتصادية والإجتماعية والفنية ...إلخ ، فالثورة لم تكن سياسية فقط ، إنما كانت ثورة علي كل خطآ ، ثورة حتي علي أنفسنا ، نريد أن نكون بشكل جديد وقلب وعقل راشدين ، لا نريد أن نرجع للوراء ، لا تجعلونا يومآ نشعر بالإغتراب عن مجتمعنا حينما نقرر أن نخلق لأنفسنا عالمآ خاصآ بنا ، نغلفة بسياج المبادئ ، ونبتعد عن الفن بكافة مستوياتة الغير لائقة ، كي نحافظ علي أنفسنا وقيمنا وعادتنا وتقاليدنا وحيائنا ، كي نربي أبنائنا علي الدين والأخلاق ، وحينها سوف تخسرون الكثير....والكثير .