لم يستطيعوا النجاة من بطش قوات الأمن ،ولم تنضم صورهم للنصب التذكاري لشهداء ميدان التحرير، لكن أثار الثورة على أجسادهم ستظل باقية معهم حتى يوارى أجسادهم التراب. عجز أصابهم أو رؤية بعين واحدة أرّخ مشاركتهم في ثورة 25 يناير، وعزائهم الوحيد " إذا نسيتم يوما ميدان التحرير..ستظل عاهتي ذاكرة للثورة". بلغ عدد المصابين وفقا لأخر إحصاء لوزارة الصحة 5500 مصاب،تباينت إصابتهم ما بين الإصابة بطلقات نارية أو مطاطية أو مياه كبريتية، كما تباينت فئاتهم العمرية ما بين الأطفال وحتى الشيوخ ،أصيب بعضهم بعاهات مستديمة وأصيب آخرون بعوار في عينه فيما أصيب آخرون بعمى كلي،كما فقد بعضهم عمله بفقدانه لبصره أو لعضو من جسده وفقدت أسر أخرى عائلها الوحيد بعد إصابته بعجز منعه من العمل وقد أضافت الإحصائية أن أقاموا لساعات وربما لأيام في ميدان التحرير وانتقلوا إلى وحدة من ضمن 10 وحدات ميدانية متفرعة من المستشفى الميداني الأم في مسجد عباد الرحمن،ثم انتقل مرة أخرى عددا منهم بسبب خطورة حالتهم إلى إحدى المستشفيات القريبة، القصر العيني وبالتحديد قسم الطوارئ كان أكبر مستقبل لهؤلاء،تليه مستشفى المنيرة، فيما رفضت مستشفيات أخرى استقبالهم بسبب عدم تجهيزها مثل مستشفى أبو الريش للأطفال والتى فوجئت بمصابين جدد من الأطفال لم تتوقعهم،هؤلاء هم أطفال الثورة الذين أصيبوا اثناء تواجدهم مع أبائهم أو على أثناء وجودهم في الشارع لسبب أو لأخر. امتلأت عنابر الرمد بالمصابين الذين فقدوا أعينهم بسبب الرصاص المطاطي،والعظام بسبب الضرب المبرح أو الطلقات النارية والمطاطية ومنهم من انتقل من المستشفى إلى المشرحة بعد وفاته متأثرا بجروحه. أنواع الإصابات كما أكدها الأطباء المشاركين في الثورة بالبالطو الابيض، كانت إصابات بالعين أو بأحد الأعضاء مسببا الكسور وربما العجز، والحروق الناتجة عن المياه الكبريتية، أو جروح بسبب الحجارة ، أو الضغط والسكر وربما الأزمات القلبية والجلطات،هذا بالإضافة إلى الإصابات المؤقتة مثل الاختناق الناتج عن الغازات المسيلة للدموع. زوار بعض المستشفيات المصرية احتفلوا مع بعض مصابي الثورة حيث أصبح أكثرهم من نشطاء المجتمع المدني والسياسيين وأصحاب التبرعات الذين يزورونها بحثا عن مصابين الثورة لمحاولة دعمهم المادي والمعنوي. وهو ما دعى الدكتور عبد الوهاب عزت مدير مستشفى الدمرداش لتخصيص مبنى الطوارئ لمصابي الثورة، في محاولة منه لتسهيل مهمة زيارتهم التى قامت بها القوات المسلحة – على أن يتم إعادتهم لمنابرهم مرة أخرى بعد الزيارة- ، وفي مستشفى قصر العيني يعرف جميع المرضى في كل العنابر أماكن وأسماء مصابين الثورة الذين اكتسبوا شهرة داخل المستشفى بسبب مناسبة إصابتهم، وكذلك الحال في مستشفى الحسين الجامعي بينما استقبلت مستشفى المنيرة العام عددا كبيرا من المرضى ووصل عدد المترددين عليها يوم الأربعاء 2 فبراير فقط إلى 200 مصاب، فيما رفضت أبو ريش استقبال الأطفال نظرا لعدم احتوائها على قسم طوارئ وحولتهم على بقية الاستقبال.