ذكرت وثائق دبلوماسية أميركية سرية حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة "جارديان" البريطانية. أن الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي يقود عائلة ثرية وقوية لكنها منقسمة ومختلة وظيفياً وتعاني من صراعات "ضروس". وقالت الصحيفة البريطانية إن الوثائق المسربة تسلط الأضواء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبي تزايدت حدة التنافس بينهم في السنوات الأخيرة، إلى جانب القذافي نفسه وزوجته. وأضافت أن السفير الأميركي في طرابلس جين كريتز وصف في برقية دبلوماسية، أرسلها إلى واشنطن في 29 سبتمبر 2009، العقيد القذافي بأنه "شخصية متقلبة غريبة الأطوار ويعاني من الرهاب الشديد، ويستمتع برقص الفلامنكو وسباق الخيل، ويعمل على الأهواء ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولديه خوف شديد من البقاء في الطوابق العليا ويفضّل عدم التحليق فوق المياه". وأشارت الوثائق إلى أن السفير الأميركي كريتز كتب في برقيته أن صفية، زوجة القذافي الثانية، وهي تنحدر من مدينة بنغازي، أنها تسافر بطائرة مستأجرة في ليبيا، فيما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة وتتسم بالتكتم والدقة. أما معمر القذافي الذي سيبلغ 69 عاما بعد أيام تزوج في سن العشرين من السيدة فتحية خالد وأنجب منها أبنه محمد القذافي، ولكنه طلقها عندما تزعّم ليبيا وتزوج من السيدة صفية فركاس التي أنجب منها سبعة أبناء تولوا أدواراً عديدة في الحياة المحلية والخارجية وأكبرهم سيف الإسلام يليه الساعدي نهاية بالمعتصم بالله وسيف العرب وهانيبعل والخميس والإبنة الوحيدة عائشة. وقالت البرقية أن محمد، الابن البكر للقذافي من زوجته الأولى، "يرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40% من شركة المشروبات الغازية الليبية ولديها مشروعاً مشتركاً مع كوكا كولا، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية، في حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب في ميونيخ، حيث تردد بأن لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات. وقالت البرقية أن سيف الإسلام، ثاني أكبر أبناء القذافي، والذي حذر من حرب أهلية عندما خاطب الأمة ليلة الأحد الماضي، "يروج للإصلاح السياسي والاقتصادي والمنظمات غير الحكومية في ظل رعاية مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، لكن دوره كالوجه العلني للنظام أمام الغرب كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة له كونه عزز صورته، موضحةً أن الكثير من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص على إرضاء الأجانب ومصدر للقلق في بلد محافظ اجتماعياً مثل ليبيا بسبب حبه للحفلات ومعاشرة النساء، وكان على خلاف مع أشقائه المعتصم وعائشة وهانيبال والساعدي". ووصفت برقية "3 مارس 2009" الابن الساعدي، ثالث أكبر أبناء القذافي، بأنه "معروف بسوء التصرف وله ماض مضطرب، بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا وبخاصة في إيطاليا وتعاطي المخدرات والكحول وإقامة الحفلات الصاخبة والسفر إلى الخارج في مخالفة لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق (لعب موسماً واحداً مع نادي بيروجيا في دوري الدرجة الأولى في إيطاليا ويملك حصة كبيرة في نادي الأهلي أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وتولى إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم)، وحاصل على شهادة في الهندسة، وخدم لفترة وجيزة كضابط في القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة لسيطرته ليؤثر على نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لأنتاج الأفلام". وعن المعتصم، رابع أكبر أبناء القذافي، قالت البرقية إنه "يعمل بمثابة مستشار الأمن القومي لدى والده وكان حتى وقت قرب نجماً صاعداً، وفي العام 2008 طلب 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الأصغر "خميس"، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و 2005، حين استغل أخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، ويقيم علاقة سيئة بسيف الإسلام، ووصفه السفير الصربي بأنه "غير بارع". وأضافت البرقية أن هانيبعل خامس أكبر أبناء القذافي "له تاريخ متقلب من السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة في اوروبا وأماكن أخرى، وأدى اعتقاله في جنيف بتهمة ضرب خادمه إلى تفجر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، في حين أن "خميس"، نجل القذافي الخامس، يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف باسم "كتيبة خميس"، والتي تعمل على نحو فعّال كوحدة عسكرية لحماية النظام وتدربت في روسيا". في ديسمبر 2009، استدعى العاملون في فندق كلاريدج بالعاصمة البريطانية لندن الشرطة بعد سماعهم صراخا صادرا من غرفة هنيبعل، وقد وجدت امرأة تدعى ألين سكاف زوجته ووجهها مليء بالجروح ولكنها لم تتقدم بشكوى ضده وادعت أن الجروح نتيجة تعثرها وسقوطها على الأرض. وأشارت إلى أن عائشة، الابنة الوحيدة للقذافي بعد مقتل ابنته بالتبني هناء في غارة أميركية على طرابلس في العام 1986 تتوسط في النزاعات العائلية وتدير منظمات غير حكومية وتردد بأن لديها مصالح مالية في عيادة خاصة في طرابلس، وتم استدعاء المغني الاميركي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها". أما هناء فهي "ابنة" القذافي المتبناة ولكنها قُتلت في القصف الأميركي لطرابلس عام 1986 و"سيف العرب"، والذي يعتبر أقل أبناء القذافي الثمانية شهرة، ويقال إنه يعيش في ميونيخ بألمانيا لإدارة مصالح غير واضحة المعالم، ويعرف عنه قضاء الكثير من وقته في الحفلات، و"ميلاد" هو "الابن" الثامن للقذافي، وهو ابن شقيقه الذي تبناه. برقيات ويكيليكس الأخيرة أقحمت امرأة ثالثة في حياة معمر القذافي، وهي ممرضته الخاصة جالينا كولو تنياستيكا، وهي أوكرانية الجنسية ومن أشقر نساء العالم، حيث أكدت البرقيات أن الزعيم الليبي "يحبها وصار لأجلها يعشق الفلامينكو من بين ممرضاته الأوكرانيات الأربع"، والتي قيل عنها إنها ترتبط مع القذافي بعلاقة عاطفية، حسب مصادر السفارة الأمريكية, وتضمنت برقية دبلوماسية أمريكية سرية عام 2009، تقول: إن الزعيم الليبي معمر القذافي لا يسافر أبداً دون ممرضة حسناء.، مضيفةً أن "مصدراً، لم تذكره، أبلغ السفارة بأن الممرضة، جالينا كولوتنياتسكا، تلازم القذافي أينما ذهب ولا يسافر مكاناً بدونها، وهي الوحيدة في فريق الممرضات الأربع التي تعرف روتين حياته.