أعربت الجامعة العربية عن بالغ قلقها إزاء الأحداث الجارية فى ليبيا، مطالبة بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف، فيما أكدت مصادر بالجامعة العربية أن الجامعة لم تقرر اتخاذ أي إجراءات للوساطة فى الأزمة الليبية الراهنة، لأن الجامعة لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية الأ بعد موافقة هذه الدول، معتبرا فى ذات الوقت أن البيانات التى صدرت عن الجامعة العربية هى سابقة وعلامة فارقة على التحرك الايجابي للجامعة. ودعي عمرو موسى الأمين العام للجامعة فى بيان صادر عن الجامعة ، أمس، إلى حقن الدماء ووقف أعمال العنف فى ليبيا، معربا عن بالغ القلق إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية. وأضاف موسى فى البيان: أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع وطرح متكامل تشارك فيه مشاعر الأمة كلها خاصة في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العرب، مؤكدة أنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة. وأشار إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم البعض. وتوجه موسى بالعزاء للشعب الليبي في الشهداء الأبرار، وطالب بوقف إراقة المزيد من الدماء. من جهته أكد مندوب ليبيا الدائم فى الجامعة العربية السفير عبدالمنعم الهونى أنه خارج مصر حاليا، وأنه أتخذ موقفه بالأستقالة من الجامعة العربية بقناعة كاملة، ودون أى تردد. وقال الهونى أنه يدعم بقوة حقوق ومطالب الشعب الليبى المشروعة فى تحقيق الإصلاح السياسى والأقتصادى و الاجتماعي، منددا باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المسالمين. من جانبه أكد مصدر دبلوماسى رفيع فى الجامعة العربية أن الجامعة لم تتخذ حتى الآن أى تحركات للوساطة فى الأزمة الليبية الحالية، مؤكدا أن الجامعة عادة لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية الا بعد موافقة هذه الدول. وأعتبر المصدر الذى أشترط عدم ذكر أسمه، أن البيانات التى أصدرتها الجامعة العربية خلال اليومين الماضيين بشأن الأحداث فى ليبيا من جهة وفى البحرين واليمن من جهة أخرى هى علامة فارقة وملفتة للنظر، لأنه لم يسبق للجامعة أن أصدرت بيانا بمثل هذه القوة على أحداث داخلية لدول عربية. ولفت المصدر إلى أن الجامعة لها دور وعليها مسؤوليات وواجبات تجاه ما يحدث فى الدول العربية، الا أنها تقوم به وفق أجندات وطلبات معينة. وكانت الجامعة العربية قد أصدرت بيانا ، أعربت خلاله عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع فى كل من ليبيا واليمن والبحرين، مؤكدة أنها تتابع ببالغ الاهتمام المظاهرات الشعبية الجارية فى العديد من العواصم والمدن العربية . وأعربت الجامعة عن مشاعر الحزن والأسى الشديدين لسقوط الضحايا الأبرياء الذين تناقلت وسائل الاعلام أنباء سقوطهم فى ليبيا والبحرين واليمن، داعية إلى الوقف الفورى لكافة أعمال العنف وعدم استخدام القوة ضد التظاهرات السلمية. وفى سياق متصل توجه مئات المصريين للتظاهر أمام السفارة الليبية بالقاهرة، احتجاجا على أعمال العنف ضد المتظاهرين الليبيين، معربين عن تضامنهم مع مطالب الشعب الليبي الذي يدعوا لتحقيق مطالبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.