بعد أيام قليلة تحتفل مصر بأول ثورة قام بها الشباب الذي أستطاع أن يسقط نظام ويحاكم رأسه . وأصبح الشغل الشاغل هو كيفية الاحتفال بسقوط نظام وانشغل الجميع الآن هل يتحول هذا اليوم لثورة ثانية خاصة وأن البعض يري أن الثورة الأولي لم تحقق أهدافها التي قامت من أجلها وانقسم الكل علي الكل وأصبحت عمليات تخوين الأخر هي الأسلوب السائد في هذه الأيام وأصبحت القوي السياسية التي تحكمها الفاشية الدينية هي التي تقود البلاد في محاولة لتحويل هوية الدولة من مدنية إلي دينية بحجة أنها الأغلبية .. وفرق أخري سوف تخرج للميدان ليس من أجل إعادة توجيه الدولة من مدنية إلي دينية بل لطرد العسكر من الدولة ووضعه علي الحدود علي الرغم من تأكيدات الجيش أنه سوف يسلم البلاد إلي أول سلطة مدنية منتخبة ونسي هؤلاء أو تناسوا أن هذا الجيش هو الذي قام بحماية هذه الثورة . وقد استعدت كل القوي السياسية الموجودة في الشارع المصري بما فيها حزبا الأغلبية الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين والنور الامتداد الشرعي لجماعة السلفيين بخطب رنانة وحماسية ونسوا أن هناك خطة أكبر من كل هؤلاء تدبر علي الحدود وما قاله بنيامين نتيانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في اجتماعه الأخير مع الإدارة الإسرائيلية حيث قال أن الخطر علي دولة إسرائيل أصبح يأتي من سيناء المصرية لأنها أصبحت تحت النفوذ الإيراني الذي أصبح يسيطر عليها وعلي الجيش الإسرائيلي أن يحمي حدونا من ناحية سيناء ... هذا الكلام بالطبع من اجل تبرير نيتينا هو لشن هجوم علي سيناء تحت مسمي ضرب القواعد الإيرانية في سيناء علي الرغم من أن إيران أو غيرها ليس لها نفوذ أو سيطرة علي سيناء أو علي أي قرية في مصر .. إيران ليس لها نفوذ إلا علي أراضيها وما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرد تخاريف يهودية ومخاوف من وصول الإسلاميين للحكم. ورد بيني جانتز رئيس الأركان الإسرائيلي علي رئيس وزراءه وقال أن إسرائيل قد تكون قادمة علي 67 أخري بمعني أن إسرائيل ستهاجم مصر في الفترة القادمة عن طريق سيناء .. ومعني 67 أخري أي أن نموذج الحرب علي مصر سوف يتكرر علي غرار 1967 حينما قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة الجيش المصري وضرب القوات المسلحة ضربات وقائية دون أخذ ولي أمرها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعدها علي المتضرر اللجوء إلي المحكمة أقصد الأممالمتحدة التي لن يكون حكمها أكثر من مجرد إدانة للابنة المدللة التي ترعاها سيدة العالم الأولي " أمريكا " . أصبحت الإدارة الإسرائيلية تتفق علي رأيين هما بنيامين نيتينا هو رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش . الأول يقول أن هناك وجود إيراني في سيناء حتى يبرر ضرب سيناء و رئيس الأركان يقول أن 67 قادمة . والسؤال الذي يفرض نفسه علي هذا الحدث هو ماذا ننتظر ؟ ولماذا نضع أذن من طين وأخري من عجين ونتجاهل هذا الخطر الداهم الذي يخطط له قادة إسرائيل في الخفاء . في الوقت الذي تنشغل فيه مصر الآن بأسلوب الاحتفال وهل هناك عنف متوقع أم لا .. كما أن مايحدث من محاكمات فارغة لنظام وقادته نهبوا خيرات البلاد علي مدار 30 سنة ماضية ومواقف مسرحية مكشوفة وطوابير الخبز التي لن تنتهي وأخري للبنزين وثالثة للبوتجاز وقطع الطرق بسبب وبدون سبب والانهيار الأخلاقي الموجود في مصر قبل الأنيهار الأمني هذه الأمور المفتعلة ويعلم الجميع جديا من ورائها سوف تحرق الوطن ومن يعيش عليه . ياسادة مصر تعيش الآن في مفترق طرق حقيقية ولحظات فارق في تاريخ الوطن ومطلوب أن من يدير البلاد ليس سياسيون فقط أو مخلصين فقط لكن مطلوب وظيفة عباقرة لإدارة مصر وعقول رفيعة المستوي ومشهود لهم من الجميع بالنزاهة المطلقة وحسن النية الآن لايكفي ومطلوب كفاءة مذهلة في إدارة مصر في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد أصبح الآن واجب وطني وديني ولتتفق كل القوي السياسية والتيارات الموجودة في الشارع المصري علي ان يكون 25 يناير عبارة عن احتفالية كبيرة وفي نهاية اليوم يعود الكل إلي منازلهم ليبدأ عمل جديد هو الإنتاج خاصة وان هناك أتفاق علي أن الثورة المصرية حققت لمصر دبلوماسيا الكثير وربما أكثر مما كان يتوقع الكثيرون في فترة قصيرة خلال هذا العام ويجب الحفاظ علي هذه المكاسب خاصة إذا علمنا ان هناك عيون وأقلام متربصة ومستعدة لتشويه الصورة وأن كل ما يكتب أو يقال يرصد وقد يساء استخدامه وأن نجاح خطاب الثورة الذي أذهل العالم يتطلب قدرا عاليا من الالتزام والذكاء والحنكة والقدرة على مخاطبة الأخر للحفاظ علي مكتسبات لن يكون بالمهمة السهلة على الإطلاق في مواجهة لوبيات قوية ومتحفزة ومنظمة لذا لا بديل عن الالتزام الخطابي في الوقت الراهن والدبلوماسية النشطة في أقرب فرصة والتريث والتدريج في المواقف الدبلوماسية في المستقبل وألا نترك الفرصة لأصحاب التوجهات الخاصة أن تقود مصر في الفترة القادمة .. e: [email protected]