كشف تقرير النقاب عن انتشار ظاهرة إقصاء النساء الإسرائيليات عن المجال العام في مدينة بيت شيمش"، الواقعة قرب القدس وازدياد الاعتداءات على عليهن بسبب التقاليد التي تجذرت في بعض الاوساط اليهودية المتشددة في المدينة. وكشف التقرير عن حالة الذعر التي تعاني منها "نعاما مرغولس" ، فتاة في ال8 من عمرها، من جراء الاعتداءات والمعاملة السيئة التي تتلقاها حين تذهب الى مدرستها وتعود منها، من افراد الفئات اليهودية المتشددة في المدينة، وذلك بسبب لباسها الغير محتشم وفق معاييرهم. وتحولت الطفلة "مرغولس" بعد نشر التقرير الى بطلة القصة ورمزا للصراع ضد الظاهرة. واوعز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الى الجهات المسؤولة في اسرائيل بمكافحة الظاهرة على شتى اشكالها. وقال رئيس الوزراء في مستهل الجلسة الحكومية الاحد: " إن المجال العام في إسرائيل سيكون مفتوحاً وآمناً للجميع". وشدد نتنياهو في اقواله على ان اسرائيل دولة ديموقراطية تحذو حذو "نظام ديموقراطي غربي وليبرالي، مفتوح وآمن للجميع، رجالا ونساء على حد سواء". وأكد نتنياهو انه لن يسمح بممارسة التمييز والتعرض في دولة اسرائيل. وانضم رئيس الدولة شمعون بيريس الى الاصوات المناوئة للظاهرة وطالب بوضع حل جذري للتطرف الصادر عن اقلية تشوه صورة التضامن الوطني، قائلا: "علينا انقاذ الأكثرية من مخالب اقلية صغيرة تمس بعمد الديموقراطية". واضاف ان الصراع في هذا المجال لا ينحصر على دور قوات الشرطة بل انه صراع على جميع فئات الشعب المشاركة به، واردف قائلا: "متدينون، علمانيون، محافظون- جميعا مضطرون بان يدافعوا عن هوية دولة اسرائيل". وخلص رئيس الدولة الى ان الاقلية التي تمارس إقصاء النساء، هم ليسوا أسياد هذه الارض. ونددت رئيسة المعارضة ورئيسة حزب كاديما، تسيبي ليفني، بالظاهرة واعربت عن اشمئزازها من هذه الممارسات الغير انسانية ضد النساء. واقترحت رئيسة المعارضة اتخاذ اجراءات تشريعية بهذا المضمار، وسن قانون يضاعف العقوبات المفروضة على كل من يمس بالنساء والاقليات. ويذكر ان الانتقادات في اسرائيل للظاهرة اقصاء النساء، والتي تظهر على هيئة حظر النساء على السير في مسارات مخصصة للرجال في الحيز العام، وفصل المقاعد في المواصلات العامة للجنسين، حيث تجلس النساء في خلف الحافلات وغيرها من مظاهر الاهانة، تأتي من الفئات المتدينة نفسها. وفي هذا السياق، رفض العديد من الحاخامات اليهود هذه الممارسات المتطرفة ونسبوها الى اقليات منفردة مثل: "نتوري كارتا"، والتي تحاول ان تخلق نظاما اجتماعيا مخالفا للكثير من القيم اليهودية. ويذكر ان المجتمع ال "حاريدي"، اليهود المتزمتين في اسرائيل، لا يشكل كتلة واحدة متجانسة، بل يتجزأ الى فئات تتفاوت من ناحية العقيدة والفرائض الدينية اليهودية، وتبقى فئة قليلة للغاية، هي من تمارس الإقصاء تجاه النساء.