رئيس الوزراء المصري والأثيوبي خلال لقائهما قال رئيس الوزراء الأثيوبي، ميليس زيناوي، إن مجتمع رجال الأعمال هو من يمهد الطريق للتعاون بين حكومتي مصر وأثيوبيا، مؤكدا أن الاقتصاد المشترك يجب أن يقود العلاقات الثنائية في الفترة القادمة، مشيرا إلى أنه تابع أحداث ميدان التحرير بكل دقة، قائلا: "ما حدث في التحرير فتح صفحة جديدة وتاريخا جديدا بين مصر وأثيوبيا". وأضاف زيناوي خلال منتدى رجال الأعمال الثالث، مساء أمس الأول، أنه اتفق مع الحكومة المصرية على فتح صفحة جديدة وإنهاء كافة المعوقات التي كانت تحد من قدرات البلدين للعمل المشترك، مشيرا إلى أن سحابة الشك بين البلدين زالت وقد أسهم في ذلك ما قام به رجال الأعمال المصريون في أثيوبيا. وأشار إلى أن الفوز بالمكاسب في العلاقات السياسية قد لا يحدث لأن السياسة لعبة قد لا تفضي إلى أن يكون الطرفان فيها مستفيدين، قائلا: "الاقتصاد عكس السياسة، فالعمل يعتمد على تحقيق المصلحة والمنفعة للطرفين ويجب أن يكون الاقتصاد هو قائد المرحلة المقبلة من العلاقات مع مصر". وأوضح رئيس الوزراء الأثيوبي، خلال لقائه بوفد الدبلوماسية الشعبية المصري، أنه من منطلق معرفته الكاملة بحياة الفلاحين والمزارعين بأثيوبيا عندما كان يعيش وسطهم سيعمل على التعاون مع مصر في مجال الزراعة، مشيرا إلى أنه لولا جهود الدبلوماسية الشعبية لما حدث هذا التقدم الهائل في العلاقات الثنائية بين البلدين. وعن مشكلة مياه النيل، قال زيناوي لنقيب الفلاحين المصريين عضو وفد الدبلوماسية الشعبية: "إن السدود التي تقيمها أثيوبيا لن تعطش مصر ولن تضر بمصالحها المائية على الإطلاق، بل سيزيد من المياه والاستفادة منها سواء من اثيوبيا أو من مصر، وسيعمل على زيادة الاستفادة من الأراضي الزراعية ومن كل لتر مياه، وسنقوم بتقديم كافة التسهيلات للعمل المشترك مع مصر في مجال الزراعة والكهرباء والطب وغيرها". من جانبه، قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، أن ما يجمع مصر وأثيوبيا أكثر مما يفرقهما، مشيرا إلى أن القدرات البشرية والإمكانيات والموارد الطبيعية والمصنعة تجعل التفاهم بين البلدين أكثر قدرة على جمع البلدين وأقرب من الخلاف. وأضاف شرف في كلمته خلال المنتدى، أن ما شهدته الفترة القليلة الماضية من تطور إيجابي في العلاقات الثنائية جيد لكنه لا يرقى للمستوى المأمول الذي يجب أن تكون عليه، موضحا أن اللقاءات الثنائية التي تمت بين الجانبين المصري والأثيوبي في الأيام الثلاثة الماضية جيد للغاية في ظل تعهد الطرفين بأن تكون العلاقات في الفترة القادمة مختلفة عما كانت عليه، قائلا: "عاهدنا أنفسنا بأن نحول العلاقات بين مصر وأثيوبيا من ضيق المشكلات إلى أفق أرحب من التفاهم والتعاون المشترك". وقالت السفيرة فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، إن هناك مولودا جديدا ولد بين مصر وأثيوبيا بعد نجاح جهود الطرفين في بناء علاقات جديدة ومختلفة، وأشارت إلى أن الزيارة التي قام بها زيناوي ستشجع قطاع الأعمال في المضي قدما لخدمة المصالح المشتركة بين البلدين. وأكدت أبو النجا خلال المنتدى أنه من الأن فصاعدا لن تختزل العلاقات المصرية الأثيوبية في ملف حوض النيل، مشيرة إلى أن جميع مجالات التي يمكن أن يتعاون فيها البلدان ستكون مفتوحة مما سيفضي في النهاية لخدمة ملف مياه النيل.