وسط غياب تام لتواجد الشرطة وقوات الجيش تعيش الإسماعيلية حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق ، بعد انتشار عصابات السطو المسلح لسرقة السيارات والمنازل بحي ثالث وانتشار أعمال البلطجة والاتجار بالمخدرات بحي ثان وأول وانتشار سرقة السيارات والمشاجرات بالأسلحة الآلية في معظم ضواحي المحافظة. الانفلات الأمني طال المحافظة بكافة مدنها ومراكزها وأحيائها دون استثناء مابين حوادث سرقة وقتل وبلطجة وتعدى بواسطة مختلف الأسلحة ما بين آلية وبيضاء. ويعتبر حي ثالث احد أهم واكبر الأحياء بمدينة الإسماعيلية والذى شهد حالات عنف وبلطجة على مدار الستة شهور الأخيرة حيث تعددت حوادث سرقة الشقق السكنية والسيارات والتى كان أشهرها حادث سرقة شقة لاعب الإسماعيلى الشهير حسنى عبد ربه خلال أيام العيد، وكذلك قيام نحو 6 ملثمين بسرقة سيارة مرسيدس تحت تهديد السلاح، وحادث سرقة محل الألبان الشهير والذى أسفر عن مقتل احد العاملين به وغيرها من حوادث قطع الطرق وترويع اهالى الحى بالأسلحة الآلية وسرقتهم تحت تهديد السلاح. وقال شعبان محمد احد اهالى حى ثالث إن حوادث السرقة قد تكررت بشكل مستمر خلال الفترة الأخيرة وبطريقة منظمة ومدروسة وغير عشوائية كان أخرها ما حدث منذ يومان من قيام 7 ملثمون يحملون بنادق آلية يرتدون ملابس متناسقة بسرقة سيارة مرسيدس حيث قام عدد منهم بتهديد جميع المحال المفتوحة بالمنطقة ومنعوا احد من الخروج وقام واحد منهم بتنظيم المرور والآخر قام بتهديد سائق السيارة وأمروا بالخروج منها لسرقتها، كذلك ما حدث لجار له عندما قام مجموعة ملثمون بقطع الطريق عليه أثناء سيره بالطريق الدائرى فقام بسرقة سيارته وهاتفه المحمول وطلبوا من جاره أن يتصل بهم بعد يومين فعند الاتصال طالبوا فدية لإعادة السيارة. وأضاف بأن حالة الانفلات الأمني هذه وعدم تواجد الشرطة بشكل مكثف ستدفع الأهالى لشراء الأسلحة حتى إن كان بشكل غير قانونى للدفاع عن أنفسهم وعن أسرهم فالآن هم يهجمون على المحال والسيارات فلن ننتظر أن يهجموا على أسرنا بالمنازل. وأشار الى أن اهالى الحى كانوا قد اتفقوا على تنظيم وقفة احتجاجية الجمعة القادمة إلا إنهم اجلوا ذلك بعد لقائهم بمحافظ الإسماعيلية الذى وعدهم بتكثيف الدوريات الأمنية وعمل كماين ثابتة ومتحركة فقررنا تعليق الوقفة لنعطى فرصة للمحافظ ولرجال الشرطة بتنفيذ ما وعدونا به. وكان قد طرح عدد من اهالى حى ثالث على محافظ الإسماعيلية مبادرة بتدريب نحو 300 شاب فى الأمن المركزى على حمل الأسلحة وكيفية استخدامها لتكوين لجان شعبية لحماية المنطقة وذلك لعدم قدرة الشرطة الآن التصدى لمثل هذه الأحداث، إلا أن المحافظ رفض مؤكدا على انه لا يمكن أن يسلم المواطنين أسلحة حرصا على أمنهم وسلامتهم، مشيرا الى إن رجال يمكنهم عقد ندوات للأهالى لتوعيتهم عن كيفية التعامل مع مثل هذه الممارسات وكيفية الدفاع عن أنفسهم وكيفية التصرف فى حالة الاشتباه بأحد الأشخاص. وقال محمد نحاس المنسق العام للمكتب التنفيذى للإتلاف شباب الثورة أن عمليات السطو التى تتم مؤخرا هى عمليات سطو مسلح وتتم بطريقة ممنهجة ومنظمة وذلك يدل على أن من وراء هذه العمليات هى جهة منظمة وهذه العمليات لا تحدث بالإسماعيلية فقط وإنما فى باقى المحافظات بنفس الشكل والمنهجية وبشكل يثير القلق. وأضاف بأن حى ثالث من اكبر الأحياء فى الإسماعيلية الذى يعانى من حالة انفلات أمنى ويرجع ذلك إلى أن دائرة الحى كبيرة ومترامية الأطراف، مشيرا إلى أن زوج أخته تعرض لحادث سرقة حيث قام مجموعة من اللصوص بسرقة جميع محتويات السيارة أثناء وقوفها أمام المنزل. وأكد نحاس على ضرورة إعادة النظر فى قيادات الشرطة والتحقيق فى هذا الموضوع. ووسط غصب الأهالى من زيادة حالات السرقة والتعدى، يأتى هنا السؤال عن أسباب ذلك وعن أسباب عدم قدرة رجال الشرطة من السيطرة على الموقف والقضاء على مثل هذه الممارسات الإجرامية وعن كيف يمكن تفعيل دورهم بحيث يتم القضاء على مثل هذه الحالات من البلطجة والتعدى. قال العميد ياسر الحفناوي مأمور قسم شرطة ثالث المسئول عن المنطقة أن هناك عشرات من الدوريات الأمنية تتم على الطريق الدائري ومنطقة 24 أكتوبر وارض الجمعيات لكن دائرة القسم كبيرة وان عدد القوى الأمنية والمعدات بالقسم محدودة مع زيادة معدل الجريمة والبلطجة بنسبة عالية مما يحتاج الى جهد مضاعف خاصة إن الإمكانيات محدودة بعدما تم احتراق عدد من السيارات والموتوسكيلات التابعة للقسم في أحداث الشغب التي وقعت في أعقاب ثورة 25 يناير وطالب الحفناوي من الأهالي بضرورة التكاتف مع أجهزة الأمن بالاستعانة بغفراء تحرس كل شارع ويكون هناك اتصال مباشر بين الغفراء وبين أجهزة الأمن حتى يمكن تحقيق المنظومة الأمنية المطلوبة، ودعا الحفناوي أهالي المنطقة للحوار والنقاش في المقترحات لإعادة الأمن بالمنطقة .