أثار قرار محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بفصل بعض شباب الإخوان لاعتراضهم على قيادات حزب العدالة والحرية وقيامهم بالتأسيس لحزب آخر التيار المصري جدلا داخل الأوساط المختلفة واتهامهم بالديكتاتورية وفرض الآراء بالقوة. وحول رأيه في الاتهامات الموجهة للإخوان، قال دكتور محمد الجوادى الخبير السياسي بمركز الأهرام الاستراتيجي إن ما حدث داخل جماعة الإخوان من فصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أو فصل هؤلاء الشباب لا يعد اى نوع من أنواع الديكتاتورية ولكن يعد منتهى الديمقراطية لان جماعة الإخوان المسلمين كيان منظم جدا له قواعد وقوانين معينة وقد ارتضت كل أفراده من قبل بهذه الشروط قبل أن تنضم إليه وبالتالي فان خروجهم عن تلك الشروط ومخالفتها يعطى الحق للجماعة بان تقوم بفصلهم وهذه هي الديمقراطية الحقيقية وأضاف الجوادي أن الجماعة محقة فيما فعلته لان الحزب يعد الجناح السياسي لجماعة الإخوان وقد صرحت من قبل أن هناك صفقة بين كلا من عصام العريان وساويرس فعصام العريان يجهز لان يصبح رئيسا للجمهورية وساويرس نائب رئيس الجمهورية وان يكون دكتور على حامد الغتيت رئيس الوزراء وكل يوم يجتمع الغتيت بأشخاص وشباب في بيته ونادي السيارات لإقناعهم بهذه الصفقة، مضيفا أن تعالى الإخوان وتكبرهم أمر طبيعي فرئيس الوزراء نفسه سلفي. ويرى الدكتور محمد البلتاجي أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة أن مؤسسة سواء كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية لديها الحق في أن تلزم أعضائها بشروطها ومبادئها طالما أنهم وافقوا على الانضمام إليها.. وقال إن هذا أمر معروف في العالم كله فيوجد ما يعرف بالالتزام الحزبي ويقرر الحزب مدى أحقية الأفراد بالبقاء أو بالفصل إذا قاموا بمخالفة النظام الحزبي لان الشخص إذا خالف هذا النظام فهو يعتبر نفسه خارج المؤسسة ومن حق المؤسسة أن تفصله ولا تعتبره جزء منها. وقال البلتاجي إن هذا الرأي ليس دفاعا منى عن الإخوان المسلمين فانا اعمل الآن بالحزب ولكن هذا هو الطبيعي لأنه أمر معروف في كل الهيئات والمؤسسات، موضحا أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح خرج على قرارات مجلس شورى الجماعة بترشحه للرئاسة والجماعة كانت ترفض وبالتالي هو خرج عن قواعد المؤسسة أو كيان الجماعة فتم فصله، أما الشباب الذين تم فصلهم فقد سعوا إلى تكوين حزب وخالفوا شروط الجماعة والتي قضت بعدم الانضمام لأي حزب غير العدالة والحرية وبالتالي فاستحقوا الفصل وهذا ليس به اى نوع من الديكتاتورية لان من يخالف قرارات الهيئة العليا للجماعة يعتبر منفصل عنها. وأشار البلتاجي إلى ما حدث في الوفد عندما قام بفصل بعض الأعضاء الذين خالفوا قراراته ودخلوا الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في 2010، مضيفا ليس من الديمقراطية أن يفعل كل شخص ما يحلو له ولكن الديمقراطية تعنى الانضباط والالتزام واحترام آراء الأغلبية وفى النهاية فجماعة الإخوان تحترم الدكتور أبو الفتوح وتقدره ونتمنى له النجاح والتوفيق وأيضا لهؤلاء الشباب. ومن جانبه، قال الدكتور صبح صالح القيادي بجماعة الإخوان وعضو لجنة التعديلات الدستورية انه ليس صحيح ما يتردد عن أن الجماعة تتخذ قراراتها بشيء من الديكتاتورية وحجب حرية الرأي ولكن الأمر أن الجماعة تنظيم دقيق جدا ومترابط وتأخذ الآراء بالمشورة والنقاش بين أعضاء مجلس شورى الجماعة وهذا شرط متفق عليه بين أعضاء الجماعة، موضحا أن فصل الجماعة لهؤلاء الشباب أو لأبو الفتوح كان بسبب مخالفتهم الشروط المتفق عليها. وأضاف أن أي كيان أو مؤسسة أو حزب من حقها أن تفصل من يخالف مبادئها أو يخرج عنها وهذا نظام متعارف عليه في كل الدول وليس من الديكتاتورية كما يدعى البعض. يذكر أن عدد كبير من شباب الإخوان قد أعلنوا المشاركة مع شباب ليبراليين ويساريين في تأسيس حزب جديد باسم "التيار المصري"، وجاءت خطوة شباب الجماعة بعد محاولات كثيرة لإقناع قيادة الجماعة بالتراجع عن طريقة تأسيس واختيار قيادات "الحرية والعدالة"، ولم يتم الاستجابة لهم، وأكد الشباب أنهم يتمنون من القيادة أن تتعامل معهم كأبنائها الملتزمين دعويا وتربويا لكنهم يختلفون معهم سياسيا، مبررين موقفهم بأن الجماعة بتأسيس الحزب فصلت العمل الدعوى عن العمل السياسي والجماعة ليس عليها ولاية العضوية بحزب الحرية والعدالة، ويعطيهم هذا الحق في الدخول في أي حزب طالما ملتزمين بمبادئ الجماعة ومرجعيتها.