الإعلان عن تعيين السفير محمد العرابي وزيرا للخارجية المصرية خلفا للسفير نبيل العربي بعد اختياره أمينا عاما للجامعة العربية، شهد جدلا حادا على الساحة السياسية المصرية، حيث اختلفت الآراء بين المؤيد والمعارض، فما كان من المراقب إلا نقل هذا التباين للقراء بهدف توضيح خلفيات تلك الآراء المتباينة. حيث أكد السفير محمد بسيونى سفير مصر الأسبق في تل أبيب ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى المنحل أن العرابي يعتبر من أفضل الاختيارات لوزارة الخارجية، موضحا انه عمل معه من قبل ويعتبره رجل فاضل من مدرسة الدبلوماسية الهادئة بالإضافة إلى انه ملم جدا بالموقف الحالي ومرحلة المخاض الحرجة التي تشهدها الديمقراطية المصرية، بالإضافة إلى الموقف الحالي بالنسبة لأمريكا وإسرائيل. وأضاف بسيوني أن نقد الأشخاص الآن أصبح سهل جدا ولو جاءوا بشخص آخر غير العرابي لكانوا انتقدوه أيضا، مشيرا إلى أنه يجب أن ننظر للأمور نظرة موضوعية ونتحدث عن هذا الرجل بموضوعية تامة فهذا الرجل كان يقوم بدوره تجاه وطنه بغض النظر عن سياسة النظام، واستطرد قائلا: يجب أن نعطيه الفرصة لكي يثبت كفاءته وموقفه فليس هناك احد كامل غير الله سبحانه وتعالى وهو رجل يملك علما غزيرا ويتمتع بدبلوماسية عالية وحكيم في قراراته. ونفى بسيوني وجود أيادي لإسرائيل أو الولاياتالمتحدة في تعيين العرابي، مؤكدا أنه هذا الكلام غير منطقي بالمرة فمن يقبل بعد الثورة أن يكون لأمريكا أو إسرائيل يد في اختيار فلان أو علان.. مشيرا إلى أنه من الأفضل أن نفكر في المصلحة العامة لأننا نشهد مرحلة معقدة ومن الطبيعي أن اختيار ذلك الرجل لا يأتي من فراغ ولكن بعد فحص دقيق بالإضافة إلى انه ذو خبرة كبيرة في المجال الاقتصادي ونحن نحتاج لرجل كهذا بشدة في الوقت الحالي. ومن جانبه، وجه السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية انتقادا عنيفا لاختيار السفير العرابي وزيرا للخارجية، حيث قال إنه يشعر بعميق أسفه بسبب حرمان وزارة الخارجية من الدكتور نبيل العربي والزج به في مقبرة الجامعة العربية، مؤكداً أن تعيين محمد العرابي خلفا له يهدف إلى تكريس نتاج نظام مبارك الذي لم تتخلص منه وزارة الخارجية. وأشار الأشعل إلى أنه إذا كانت أمريكا وإسرائيل تستطيعان التأثير على القرار المصري في تعيين وزير في الحكومة فما بالنا من انتخابات حرة ونزيهة تسفر عن نظام ديمقراطي يحقق الاستقلال لمصر، كما كشف الأشعل عن تشاؤمه من المستقبل بسبب هذا التعيين، مضيفا: أريد التأكيد على أن الثورة المصرية التي قامت ضد نظام مبارك وتحالفاته لن تسمح بأن تعود مصر مرة أخرى إلى دائرة الخضوع لأي جهة وهذا يدعونا إلى الإصرار على استكمال تحرير مصر وإرادتها من النظام السابق. أما الدكتور صبحي صالح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو لجنة التعديلات الدستورية، فيرى أنه من الأفضل أن يشغل هذا المنصب أستاذ في القانون الدولي لان الفترة الانتقالية التي نمر بها كانت تحتاج لشخص في مثل قوة الدكتور نبيل العربي على وعى بالسياسة الدولية والقانون الدولي، مشيدا بأسلوبه المتميز في العلاقات الدولية الخارجية. وأوضح صالح أنه إذا كان عرابي خبير اقتصادي فإن الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي تغطى هذه النقطة، لذلك فكنا نحتاج لشخص خبير بالعلاقات الدولية، مضيفا بالرغم من ذلك فمن الأفضل أن نعطى العرابي الفرصة ليثبت جدارته وبخاصة انه لا يوجد البديل له حتى الآن. وفي نفس السياق، أكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن اختيار العرابي غير موفق ولا يتفق مع المرحلة الجديدة، مشيرا إلى أن العرابي كان مديرا لمكتب دكتور عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول ومن قبله الدكتور عصمت عبد المجيد وفى هذه الفترة كان دوره ضعيف جدا، مضيفا أنه لم يعطى انطباعا ايجابيا عن شخصيته بشكل يجعلنا نتساءل لماذا تم تعينه في هذا المنصب الهام؟