بتاريخ 2 أبريل الماضي.. وفي الصفحة الثالثة من صحيفة "المساء" كتبت مقالاً بعنوان: "السفير العرابي.. أصلح من يخلف عمرو موسي". وفي هذا المقال اقترحت علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يختار مرشحاً مصرياً لمنصب الأمين العام للجامعة العربية خلفاً للسيد عمرو موسي واشترطت أن يكون هذا المرشح شخصية تتمتع بأبعاد سياسية ودبلوماسية. ولها قبول علي المستوي الداخلي والخارجي. وأن تتمتع بنظرة مستقبلية لما يجب أن تكون عليه الجامعة العربية في علاقات دولها مع بعضها البعض وفي علاقاتها ككيان سياسي واقتصادي مع العالم الخارجي. واقتطف من هذا المقال هذا الجزء الذي كتبته عن السفير محمد العرابي حيث قلت بالنص: "إذا كان من حق المواطنين أن يطرحوا علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة بعض الأسماء التي تصلح لهذا المنصب وتتمتع بالقبول والمصداقية وسعة الأفق السياسي والاقتصادي والتوازن النفسي وقوة الشخصية.. فإننا نضع أمام المجلس اسم السفير محمد العرابي مساعد وزير الخارجية الحالي للشئون الاقتصادية وسفير مصر السابق في ألمانيا. واسترسلت في هذا المقال في الحديث عن شخصية السفير العرابي بعد لقائنا به قائلاً في ألمانيا: "الرجل وهذه شهادة خالصة لوجه الله موسوعة معلوماتية في كل ما تطرقنا إليه من موضوعات نقاشية وما أكثرها وتنوعها يتميز بعمق التحليل وقراءة المستقبل في ضوء مجريات الأمور.. وهو إلي جانب ذلك يجمع بين قوة الشخصية والتواضع قادر علي أن يجذبك إليه بسرعة فتألفه ويألفك". ثم أضفت في المقال قائلاً: "هذا النموذج من الشخصيات الدبلوماسية لا يتكرر كثيراً.. لقد بلغت العلاقات بين مصر وألمانيا عندما كان علي رأس البعثة الدبلوماسية المصرية في برلين شأواً كبيراً واستطاع أن يحصل لمصر علي مزايا تفضيلية من هذا البلد المتقدم اقتصادياً وتكنولوجياً". "السفير محمد العرابي كما قلت في المقال لم ألتق به منذ أكثر من ست سنوات. وكانت لقاءاتنا به مرة واحدة في السنة عندما كانت رحلة الأوائل التي تنظمها جريدة "الجمهورية" تحط رحالها في ألمانيا ضمن عدة دول أوروبية.. ولكن الأثر الإيجابي الذي تركه في نفوسنا يجعلنا نضعه في بؤرة الذاكرة دائماً". انتهت الفقرات التي اقتطفتها من المقال الذي كتبته منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر "80 يوماً بالتمام". وبالأمس صدر قرار بتعيين السفير محمد العرابي وزيراً للخارجية خلفاً للدكتور نبيل العربي الذي عين أميناً عاماً للجامعة العربية. وإذا كان منصب الأمين العام للجامعة العربية يمثل أهمية كبري لمصر والعالم العربي.. فإن منصب وزير الخارجية يمثل أهمية أكبر لمصر وللعرب أيضاً بما يعني أنه تم اختيار الرجل المناسب للمنصب المناسب. وإذا كان هناك من كلمة شكر فإننا نوجهها للمجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي وللدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذين أحسنوا اختيار الشخصية المناسبة لتولي حقيبة الخارجية المصرية.. والشكر لهم مرة أخري لتواصلهم مع المواطنين والإعلام واستجابتهم للآراء التي تطرح في الصحافة خصوصاً. مما يدل علي أن مصر الثورة تختلف اختلافاً جذرياً عن مصر ما قبل الثورة. وهو اختلاف إن شاء الله إلي الأفضل والأحسن. نبارك لمصر وللدبلوماسية المصرية باختيار السفير محمد العرابي وزيراً للخارجية ونحن واثقون أننا سوف نشهد معه أسلوباً جديداً في الممارسة الدبلوماسية تكون القاهرة فيه مركزاً للتواصل والالتقاء والإشعاع الحضاري.