رفض مفكرون وسياسيون أقباط تصريحات صبحي صالح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بأن تعيين المفكر القبطي رفيق حبيب نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة سيمنع التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية لمصر، ففي الوقت الذي سفّه المفكر المحامي القبطي ممدوح رمزي من تلك التصريحات، مقللا من وزن رفيق حبيب وطائفته، مطالبا الإخوان بتعيينه- أي رمزي- نظرا لأنه يمثل طائفة الأغلبية، وعلى الرغم من رفض مارجريت عازر، عضو حزب الوفد، لتلك التصريحات، إلا أنها اعتبرت أن تعيين حبيب إضافة للحياة السياسية. في البداية استغرب المحامي المسيحي ممدوح رمزي موقف صبحي صالح، وقال: إنه لا يعي ما يقول؛ لأن كل ما يقوله عبث وكلام مرسل لا يسانده دافع أو دليل، مقللا من قيمة ذلك الاختيار، بل وصل الأمر إلى حد تسفيه تصريحات صالح، مقللا في الوقت ذاته من وزن رفيق حبيب السياسي ومن وزن طائفته الإنجلية. وقال رمزي: أقول لصالح وغيره من الإخوان إن تلك التصريحات تذكروني بعبارة "إذا خاطبك السفيه.."؛ لأنها تصريحات سفيهة، تنم عن جهل شديد، متسائلا: من هو رفيق حبيب؟ إنه ليس بمفكر ولا سياسي، وهو شخصية مغمورة جدا وغير معروفة، وليس له دور يذكر. وطالب رمزي بتوليته هذا المنصب، وقال: لو أن الأخوان قاموا بتوليتي هذا المنصب لكان إضافة كبيرة لهم فأنا من طائفة الأغلبية، مشيرا إلى أن الإخوان حاولوا كسب رفيق حبيب فقط لأنه كان ابن رئيس الطائفة الإنجلية الأسبق، ولكننا نوضح لهم أنه لا يمثل إلا نفسه، وأن الطائفة الإنجلية التي ينتمي لها لا تمثل نسبة نصف في المائة من مجموع المسيحيين في مصر. وأضاف: رفيق حبيب ليس بطرس غالي؛ حتى يكون له أهمية تجعل أمريكا لا تدخل في مصر، فهو ليس بشخصية عالمية ولا حتى محلية، فرفيق منذ ظهوره وهو يسير بمبدأ "خالف تُعرف"، ولا يفرق معنا كمسيحيين؛ لأنه من طائفة عددها ضئيل جدًّا. ورد علي صبحي صالح بدعك من سياسة الأمر الواقع، فرفيق لا يمثل أي إضافة فهو يسعي لمصالح شخصية وأنتم (الإخوان ) تسعون بحزبكم الأخير لإيضاح صورة أنكم ليس حزبا دينيا لتضمنوا أصوات الأغلبية ودعوكم من الاستهلاك السياسي والنفاق الواضح والذي يعلمه الجميع. ومن جهتها رفضت مارجريت عازر، القيادي بحزب الوفد ربط اختيار رفيق حبيب كنائب لرئيس حزب أسسه الإخوان، وبين منع التدخل الأمريكي في مصر، وقالت: نحن الأقباط نرفض التدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية، وليس معنى انضمام الأقباط إلى حزب الحرية والعدالة منع التدخل الأمريكي في شئوننا، على حد وصف صبحي صالح. واعتبرت أن اختيار رفيق حبيب شيء جميل يمثل إضافة إلى الحياة السياسية ويسبب ازدهارها، داعية الأقباط إلى المشاركة في الحزب إذا اتفق مع توجهاتهم ورؤية كل شخص على حدة لبرنامج الحزب، خاصة أن مؤسسي الحزب أعلنوا أن الحزب ليس له مرجعية دينية، وليس خاص بفئة معينة بل هو حزب لكل المصريين. وطالبت عازر بحوار وطني مع كافة الطوائف والتيارات الموجودة على الساحة حتى تزدهر الحياة السياسية، مؤكدة أننا بحاجة إلى تعددية حزبية، والتشاور مع جميع الاتجاهات السياسية ولا نستثني حزبًا بعينه كما كان في النظام السابق، مشيرة إلى أن هذا هو السبب في فساد الحياة السياسية، ولذلك كانت الحاجة إلى أن يكون هناك تعددية حزبية تتضافر فيها كافة الرؤى، وليست رؤية الإخوان فقط.