بعيداً عن الأجواء المشحونة بالحزن والأسي والتي تنطلق فيها اليوم بطولة دول حوض النيل الأولي لكرة القدم والتي تنظمها مصر تحت شعار لا للإرهاب بعد حادث الإسكندرية المؤسف.. فإن هذا العرس الكروي لدول نهر النيل العظيم يأتي ليؤكد عمق الروابط الأخوية والاستراتيجية التي تربط مصر بأشقائها الأفارقة من دول حوض النيل باعتبارهم أبناء قارتنا السمراء العظيمة.. ويمكن القول ان عرس دول حوض النيل الكروي ولد عملاقاً بعد ان سارعت 7 دول للمشاركة مما يعكس رغبة أبناء تلك الدول الشقيقة في توطيد أواصر الصداقة والتعاون فيما بينهم انطلاقاً من أن الرياضة كأحد الأنشطة الإنسانية تمثل الطريق الأمثل للتقريب بين الشعوب. وتنمية أواصر العلاقة والتعارف بين شبابها.. وهذا هو الوجه المشرق لتلك الدورة التي تحتضنها قاهرة المعز.. بجانب أنها تمثل فرصة ذهبية للمعلم حسن شحاتة ومعاونيه ولاعبيه بمنتخنبا الوطني لكرة القدم لتصحيح كل الأوضاع وترتيب كل الأوراق الفنية لبطل أفريقيا والتخلص تماماً من مرحلة انعدام الوزن التي يعاني منها حالياً والتي جعلته يقف علي حافة الهاوية من تصفيات الأمم الأفريقية.. حتي بات مهدداً بعدم الوصول لأدوارها النهائية وهو ما لم يحدث في تاريخ الكرة المصرية.. فالمنتخب سيخوض خلال الدورة خمس مباريات تجريبية مع دول أفريقية أراها كفيلة ان تضع المنتخب علي الطريق السليم بما يضمن استعادة نجوم المنتخب لثقتهم في أنفسهم ومنح الفرصة للجهاز الفني لعلاج السلبيات والأخطاء وسد الثغرات سواء بإعادة توظيف اللاعبين أو الدفع بعناصر جديدة ومعرفة مدي قدرتها علي تطوير الأداء العام للمنتخب أمثال شيكابالا الفنان وعبد الله السعيد المدفعجي وأحمد بلال القناص والذين تعلق عليهم الجماهير والخبراء آمالاً كبيرة في دعم مسيرة المنتخب في المرحلة القادمة واضفاء المزيد من القوة والإيجابية والترابط في الأداء العام للمنتخب دفاعاً وهجوماً بما يجعل البطل الأفريقي مؤهلاً لعبور أزمة التصفيات واستكمال مشواره للدفاع عن لقبه الذي يحمل معه ثلاثة بطولات متتالية للأمم الأفريقية في معجزة كروية تاريخية.. لذلك فإن دورة حوض النيل أراها بمثابة رسالة السماء لشحاتة ولاعبيه لتصحيح أوضاعهم وانقاذ سمعة الكرة المصرية من السقوط المروع في تصفيات أدغال القارة السمراء.. وللحديث بقية.