استقبل مستشفي الحلمية العسكري "بقسم الحروق" الحالة الثانية من مصابي حادث الإسكندرية وهي للمواطن بيتر فوزي سعد الذي تصل نسبة اصابته بالحروق 5.6%.. ويعالج حاليا من حروق في الوجه والايدي والجهاز التنفسي نتيجة لاستنشاقه الدخان والهواء الساخن وتم نقله إلي غرفة العناية المركزة ومعالجته بواسطة العلاج التحفظي من خلال الغيارات المختلفة نظرا لأن الحروق من الدرجة الاولي والثانية. وكانت حالة المصاب الأول يوسف وجدي قد تلقت نفس العلاج حيث اصيب بنسبة حروق 7% وبدأت حالته تتحسن وتتماثل للشفاء نتيجة للعلاج المتطور والحديث الذي يقدمه مستشفي الحلمية العسكري وتم نقل الحالتين من العناية المركزة إلي قسم غرف بقسم الحروق لمواصلة علاجهما حتي يتماثلا للشفاء بعد انتهاء المرحلة الحرجة. كما سمحت إدارة المستشفي بمرافق لكل مريض نظراً للأربطة والتي تعيق حركة الذراعين. التقت "المساء" مع المصاب بيتر فوزي سعد فقال: أنا من سوهاج وأبلغ من العمر 21 سنة وحاصل علي دبلوم صنايع وقد حضرت إلي الإسكندرية ومع شقيقي باسل للعمل بمهنة النقاشة. أضاف: في يوم الحادث ذهبت وشقيقي مع زميلنا فادي إلي شقته لانهاء بعض الاعمال بها وبعد الانتهاء من عملنا ذهبنا جميعا إلي كنيسة القديسين للصلاة وفور الانتهاء من الصلاة خرجنا إلي الشارع الذي كان مليئا بالمارة والزحام أمام باب الكنيسة في الوقت الذي كان يتواجد فيه عدد كبير داخل الكنيسة ثم فوجئنا جميعا بالانفجار ووقعت علي الارض واصبت بحروق في وجهي ثم شاهدت شقيقي تحت احدي السيارات وذهبت لانقاذه رغم اصابتي فوجدته قد اصيب في رأسه اصابة بالغة. اضاف "بيتر": قام عدد من الاشخاص بنقلنا إلي مستشفي ماري مرقص بجوار الكنيسة وتم تقديم العلاج لنا الا ان حالة شقيقي استدعت نقله بواسطة الطائرة إلي مستشفي الشيخ زايد ثم نقلي انا الآخر إلي مستشفي الحلمية العسكري. قال بيتر: بصراحة الاطباء قدموا لنا كل الخدمات والعلاج هنا علي درجة عالية من الدقة والكفاءة. واكد بيتر نحن في سوهاج لا تقف السيارات بجوار الكنيسة ولابد من تشديد الرقابة اكثر لحمايتنا من هذه الايدي الآثمة والوجه القبيح للارهاب. أضاف: أغلب اصدقائي مسلمين ونجلس معا أكثر من جلوسنا مع أهلينا فلا يوجد انسان مصري يفكر في هذا العمل الجبان وأنا أناشد كل مصري ومصرية انه إذا شاهد شيئاً غريبا ان يقوم بالابلاغ فوراً ولابد وأن نتكاتف لنقضي علي الارهاب. قال: لقد تخرجت حديثا وذهبت ابحث عن عمل وكان يوم الجمعة الذي وقعت بها الحادثة هو أول يوم عمل لنا في النقاشة. أضاف لقد عرف والدي بالخبر من التليفزيون واتصل بعمتي في القاهرة ثم انتقلوا إلي الإسكندرية.. موضحاً انه يأمل الاستقرار والخير والامان للوطن الغالي مصر وان تنتهي هذه الحوادث بلا رجعة. قال ريمون صابر بشاي "23 سنة" حاصل علي ليسانس آداب عام 2010 من جامعة سوهاج: لقد جئت من البلد لمرافقة ابن عمتي وعلمت بالخبر تليفونياً حيث ابلغتني خالتي التي تقيم بالزاوية بالخبر. اضاف: عشت عمري كله مع أولاد خالتي وحزنت كثيراً لما حدث لهما وألم بهما ولكن لم اعلم عنهما شيئا مطلقا فلقد تركوا منزلهما بسوهاج للبحث عن عمل وكأن القدر قد أعد لهما هذه المفاجأة الاليمة. ويتساءل ريمون ما هي الفائدة التي حصل عليها هذا الارهابي!! ان الافكار المتطرفة التي تملأ عقول الشباب سواء كان مسلماً أو قبطيا آن الأوان لهدمها حيث من شأنها ان تؤدي إلي حرب طائفية.. فنحن أمة واحدة لا نفرق بين قبطي أو مسلم فجميعنا في مركب واحد ضد الارهاب الاسود. اضاف ان العدوان لا يفرق بين مسلم أو قبطي فنحن جميعا نسيج واحد ونعيش في وطن واحد "أبونا آدم" و"أمنا حواء" فالدين لله والوطن للجميع. اضاف ريمون: أغلب اصدقائي مسلمين وفي بلدنا لا يوجد فرق بين أحد ولكن اعداء الوطن يحاولون العبث بمقدراته ولكن علينا دور هام وهو ان نتحد ونتكاتف جميعا لا فرق بين مسلم أو قبطي ضد الارهاب لحماية مصر. قال: من يحاول استغلال جو الاحتقان المفتعل بيننا لابد وأن نتصدي له جميعا ولمحاولات اعداء مصر ونؤكد للجميع خاصة في الخارج ان مصر بلد الامن والامان موضحاً اننا لن نستسلم او ننساق وراء الشائعات المغرضة. اتصلت "المساء" تليفونيا بفوزي سعد والد بيتر وباسل اللذين يرقدان بمستشفي الحلمية العسكري ومستشفي الشيخ زايد فقال: لقد عرفت بالخبر عندما اتصلت احدي السيدات بقريب لها في سوهاج واطلعته علي حجم الكارثة ولقد انتابني الخوف والقلق الشديد فور مشاهدة التليفزيون ومعرفتي بالخبر المشئوم. أضاف ان اصابة باسل هي ارتجاج بالمخ وشظية في القدم وحروق في الوجه والايدي وحالته اصعب من شقيقه بيتر.. وهو يتلقي العلاج حاليا بمستشفي الشيخ زايد التخصصي بمدينة 6 أكتوبر. اضاف: لقد ركبت القطار فور علمي بالحادث وظللت اتابعهما بالتليفون حتي وصلت إليهما وأشكر الرب علي نجاتهما كما انني اشكر كل من وقف معنا في مصابنا الاليم وقدم لنا العون والمساندة وهذا ليس بغريب علي المصريين مسلمين ومسيحيين. اضاف ان ما حدث شيء محزن فكيف دخل هؤلاء إلي أرض الوطن؟! ولابد من محاسبتهم والقصاص منهم. مشيراً إلي ان الخدمة الطبية التي تقدم لنجليه علي أعلي مستوي فأنا أعمل موظفاً فنياً بمديرية الشئون الصحية بسوهاج واعلم جيداً مدي الرعاية التي يتلقاها ابنائي وما حدث شيء خارج عن كل القيم والديانات والعادات والتعاليم السماوية التي ترفض كل اشكال العنف والارهاب. اثناء زيارة "المساء" للمصابين في حادث الإسكندرية حضر القس ارسانيوس قس كنيسة العذراء بالزيتون لزيارة المرضي والاطمئنان عليهم. كما قامت "المساء" بزيارة المصاب يوسف وجدي للاطمئنان عليه والذي استقبلنا بالابتسامة حيث بدأ وجهه يتماثل للشفاء وأشاد والده المهندس وجدي حنفي بالاداء الطبي المتميز للأطباء واسلوب العلاج الذي يتلقاه نجله والرعاية الطبية الفائقة دون اللجوء إلي الجراحة. وقال يوسف الحمد لله وأتمني الشفاء العاجل حتي أعود لمنزلي وأحضان والدتي قريبا.