سيطرت أجواء من الغضب السياسي علي أروقة مجلس الشعب ونوابه المسلمين والأقباط علي خلفية حادث انفجار السيارة المفخخة أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية في الدقائق الأولي من مولد العام الميلادي الجديد. واعتبر البرلمان أن الحادث هو فجيعة للمسلمين والأقباط معا دون استثناء. في الوقت نفسه تحول مجلس الشعب في مكتب الأمين العام المستشار سامي مهران إلي خلية نحل وغرفة عمليات للإعداد للاجتماع الطاريء الذي دعا إليه الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس البرلمان وبرئاسته اليوم الأحد رغم أن أمس كان إجازة للعاملين بالمجلس. وظلت هدي عامر مديرة مكتب الصحافة تبلغ وسائل الإعلام حتي إلي فترة المساء لتغطية هذا الحدث الهام. يرأس الدكتور سرور اليوم اجتماعاً ثلاثياً هو الأول من نوعه في البرلمان الجديد ويضم لجان الدفاع والأمن القومي والشئون الدينية وحقوق الإنسان لمناقشة تلك الأحداث الساخنة وينتظر أن تلقي الحكومة أمام الاجتماع بياناً عن آخر تطورات الحادث متضمناً العدد النهائي للوفيات والمصابين والجهود الأمنية التي تبذل حالياً من أجل ضبط الجناة. وأعلن الدكتور سرور تكليفه لجان حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي والشئون الدينية القيام بزيارة ميدانية فورية لموقع الحادث. قال د. سرور إن مجلس الشعب قد تابع مع شعب مصر كله الحادث الإرهابي الإجرامي البشع الذي وقع ليلة الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية بمدينة الإسكندرية أمام كنيسة القديسين. أعلن استنكار البرلمان بكل شدة هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي هز مشاعرنا جميعاً وترك غصة في حلوقنا. وراح ضحيته أكثر من مائة مواطن بين قتيل وجريح. أقباط ومسلمين علي السواء. أضاف أن هذا الحادث المؤلم أعاد إلينا بعض مشاهد من ماض كنا قد طوينا صفحته. سقط فيه عدد من أبناء مصر الأبرياء بين شهيد ومصاب. أوضح د. سرور أن مجلس الشعب وقد هالته تلك الأعمال الإجرامية التي تعادي كل القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية ليؤكد أن مثل هذه الأعمال لن تنال من صلابة الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية التي يرفرف عليها راية المودة والمحبة. مؤكدة وحدة نسيج هذا الوطن. ولن تفت أو تهز من حالة الاستقرار الأمني الذي تنعم به مصر تحت قيادة الرئيس محمد حسني مبارك. قال رئيس مجلس الشعب إن مثل هذه الجرائم لن توقف جهود مصر شعباً وحكومة عن مواصلة الجهود لاقتلاع هذا النبت الشيطاني الذي لن يجد له مأوي في مصر. بلد التاريخ والحضارة. عبر د. سرور باسم مجلس الشعب عن بالغ مواساته القلبية ويتقدم ببالغ عزائه إلي شعب مصر بأسره مسلميه ومسيحييه.