القمة غداً.. والتوقعات سبقتها بأسابيع مضت. وأغلبها يصب في مصلحة الفريق الأفضل وهو الزمالك لانتزاع الفوز الذي هو أكبر من ثلاث نقاط بكثير. رغم محاولات الجهاز الفني في الأهلي والزمالك لتبسيط الأمر باعتبارها مباراة مثل أي مباراة أخري.. وذلك بغرض تخفيف العبء النفسي عن اللاعبين لأنه أثقل من العبء البدني والذي قد يتسبب في ربط أي لاعب بالأرض إذا لم يكن مؤهلاً نفسياً لهذه المباراة الخاصة جداً. التوقعات تقول ان الزمالك هو الفريق الأفضل والأقرب لتحقيق الفوز بل ان بعض المحبين لنادي الزمالك يجدون في مباراة الغد- من شدة الثقة- فرصة ذهبية لرد اعتبار سداسية الأهلي الشهيرة والتي كان فيها حسام وإبراهيم حسن لاعبين في الفريق قبل ان يتحملا عبء الفريق كله الآن كمسئولين شريكين في الجهاز الفني.. إلا ان التوقعات- بإجماع الخبراء- لا يسلم بها في مباريات القمة بين الأهلي والزمالك وان لهذه اللقاءات مقالبها وتياراتها المعاكسة.. إلا أنني- شخصياً- لا أميل للتسليم بهذه الرؤية لأنه عندما كان الأهلي هو الأفضل طوال السنوات الست الماضية كان هو الفائز في أغلب مباريات القمة مع الزمالك وكان يحسم أيضاً بطولة الدوري مبكراً حتي ان المرة الوحيدة التي فاز فيها الزمالك كان الأهلي قد حسم اللقب بالفعل حتي ان نجومه حصلوا علي اجازاتهم ومعهم المدير الفني مانويل جوزيه.. لذلك أجد ان ظروف مباراة الغد هي التي ستحكم نتيجتها لأسباب معنوية بحتة. تتراوح ما بين الثقة الزائدة واليأس الزائد.. وبينهما تأتي مقومات أخري مثل القدرة علي الأداء البدني طوال التسعين دقيقة وفوارق السرعة وعوامل الخبرة في الفريقين. فالزمالك مطالب في مباراة اليوم ألا يميل مع الثقة الكبيرة المتولدة من المسيرة الجيدة للفريق في مسيرة الدوري حتي الآن والتي وضعته علي الصدارة بفارق جيد.. وهي ثقة متوهجة أيضاً من الثناء الإعلامي علي الفريق ونجومه وجهازه الفني ومن ترشيحات بعض الخبراء الذين يرون ان نقاط المباراة الثلاث في حساب الزمالك بالفعل لأن الأهلي لا حول له ولا قوة.. مثل هذه الثقة الزائدة قد تدفع لاعبي الزمالك لفتح الملعب والإفراط الهجومي مما قد يعطي خبراء الملعب في فريق الأهلي فرصة ذهبية لاقتناص الأهداف.. وما أكثر هؤلاء الخبراء حتي ان كانوا دون مستواهم المتميز حالياً. ولكنهم يبقون خبراء قناصين للأهداف مثل بركات وأبوتريكة وجدو. والأهلي مطالب في مباراة اليوم بتفادي تيار اليأس الذي يمكن ان يشل حركة وفكر لاعبيه عندما يتمكن منهم الخوف من نتيجة المباراة وتتملكهم فكرة "الستر" والخروج بتعادل بارد أو هزيمة بسيطة لا تجرح كبرياء البطل.. مثل هذه الحالة سوف تجعل فريق الأهلي فريسة سهلة أمام لاعبي الزمالك المتعطشين لفوز ثمين وكبير.. لذلك فإن علي لاعبي الأهلي ان يتسلحوا بقوة العزيمة والإرادة وهي عوامل قد تفجر طاقات بدنية وفنية كامنة أما اليأس فهو يبطل كل الطاقات ويكتب الهزيمة لصاحبه.