قد يكون من المبكر ومن المبكر جدا من وجهة نظر البعض الحديث عن حسم بطولة الدوري العام ، خاصة وانه ما زال هناك 19 اسبوعا ، إلا أن جميع المؤشرات المنطقية والفنية تؤكد ان بطولة الدوري لموسم 2004 – 2005 قد حسمها النادي الاهلي لصالحه بعد انتهاء مباريات الاسبوع السابع عقب فوزه الكبير علي غريمه التاريخي الزمالك 4 -2 باستاد الكلية الحربية. فوز الاهلي علي الزمالك الاخير جاء منطقيا وكما توقعه الكثيرون لا سيما وان الاهلي كان الافضل فنيا ونفسيا وبدنيا منذ بداية الموسم بعد ان نجح في التعاقد مع العديد من النجوم من اجل استعادة الدرع الغائب ، لأنه لم يعد مقبولا غيابه اكثر من اربعة مواسم عن البطولة ، وبالفعل اقترب الدرع بشدة من الجزيرة ، ويحتاج الزمتالك الي معجزة للحاق بالاهلي وهذا الزمن لم يعد فيه مكان للمعجزات. نتيجة لقاء الزمالك والاهلي جاءت ليستكمل لقاء القمة مسلسل "الفوز للافضل" الذي بدأ منذ آخر سبع مباريات بين الفريقين ، لتستمر نغمة ان لقاء القمة ليس له مقياس في التراجع ، ويثبت لقاء القمة ان كرة القدم "على جنانها" لديها في بعض الاحيان شيء من المنطق وتعطي كل ذي حق حقه. الاهلي فاز لانه كان الافضل من كل النواحي سواء الفنية أو التكتيكية أو البدنية أو الخططية ، فقد فعل مانويل جوزيه المدير الفني للاهلي كل المطلوب لتحقيق الفوز .. في الوقت الذي تراجع فيه "ستيبي" المدير الفني للزمالك عن افكاره التي طبقها في الشوط الاول بالتخلي عن طريقة 4-4-2 وثبت نجاحها ، إلا انه رجع لها في الشوط الثاني لمجرد ان مرمي فريقه مني بهدف ، وهو أمر وارد بشدة امام فريق مثل الاهلي وبحالته التي ظهر عليها منذ بداية الموسم مقارنة بمستوي الزمالك منذ بداية الموسم ايضا.
"الأهلي كان الأجدر بالفوز ، وهذا ما توقعه الكثيرون ومنهم عدد كبير من جماهير الزمالك ، خاصة وأن "الجواب باين من عنوانه" منذ بداية الموسم". ستيبي لا يتحمل مسئولية الخسارة بمفرده ، إلا انه يتحمل الجزء الاكبر منها بعد ان افقد اللاعبون ثقتهم في أنفسهم عندما بدأ في تغيير مراكز بعض اللاعبين المؤثرين ، واذا كان مجلس ادارة نادي الزمالك يفكر في مصلحة الفريق ولا يفكر في الانتخابات فقط عليه انهاء عقد ستيبي من الآن وعدم الانتظار لنهاية الموسم ليس لانه خسر امام الاهلي لان الهزيمة في كرة القدم واردة وبشدة ولكن قرار انهاء عقده يأتي بعد ان فقد ثقة لاعبيه والجماهير. قد يكون ستيبي مدربا جيدا الا ان الظروف التي اتي فيها لفريق الزمالك لم تساعده على النجاح , فقد جاء في عام الانتخابات وبعد ان حقق الفريق الفوز بدرع الدوري لموسمين متتالين بالاضافة الي الاصابات التي لاحقت اللاعبين بخلاف الراحلين عن الفريق في بداية الموسم ويأتي علي رأسهم حسام حسن وبشير التابعي ، ويجب علي مسئولي الزمالك التفكير من الان في بناء فريق جديد للموسم المقبل. الاهلي كان الاجدر بالفوز وهذا ما توقعه الكثيرون ومنهم عدد كبير من جماهير الزمالك خاصة وان "الجواب باين من عنوانه" من بداية الموسم ، ولكن الفوز بالثلاث نقاط لم يكن هو المكسب الوحيد الذي حققه الاهلي في هذا اللقاء ، بل ان هناك مكاسب اخرى تحققت اهمها هو استعادة محمد ابو تريكة ثقته في نفسه وعودته لمستواه الذي عرفه به جمهور الاهلي بعد ان مر بفترة صعبة عاندته فيه الكرة كثيرا وصبر عليه مانويل جوزيه كثيرا لانه يعلم امكانياته جيدا ولم يستبعده من التشكيل كما فعل مع عدد من اللاعبين ، بالاضافة الى كسر تفوق الزمالك في مباريات الدوري الاخيرة. الاهلي بفوزه علي الزمالك استعاد ثقته مرة اخري بعد ان كان مستوي الفريق فد تراجع بعض الشيء في اللقاءات الاخيرة .. اما اهم ملاحظتين علي المباراة فكانتا من نصيب حارسي المرمي ... محمد عبد المنصف حارس مرمي الزمالك الذي ارتبط اسمه بالهزائم الثقيلة في لقاءات الفريقين ، فقد كان الحارس في لقاء 6 -1 الشهير ، ثم غاب وعاد في لقاء ال 4 -2 الاخير رغم انه حارس جيد .. أما عصام الحضري فقد واصل مسلسل الاعصاب المهتزة والخوف من لقاءات الزمالك ووضح ذلك في ضربة رأس عبد الحليم علي في الشوط الاول ولم يختبر بعد ذلك لندرة فرص الزمالك. لا شك ان اللقاء 94 بين الزمالك والاهلي يعتبر من افضل لقاءات الفريقين ، وقدم فيه اللاعبون مستوى جيدا ، ولكن انفلات الاعصاب كاد يؤثر علي سير المباراة .. وظهر حكم اللقاء التركي اقل من مستوي اللقاء ، فقد ارتكب اكثر من خطأ اهمهم ضربتا الجزاء الثانية والثالثة على الزمالك والاهلي . بالاضافة الى تجاهله احتساب ضربة جزاء صحيحة لصالح احمد حسن لاعب الاهلي في الشوط الاول.